السحابة العملاقة ... لوحة فنية سبقها الإلهام

بملابسى العسكرية واقفاً بمفردى قريباً من مكان عملى لاستريح قليلا من عناء العمل, و كان المكان متسعاً كعموم اماكن تمركز الفرق و الكتائب فى القوات المسلحة, أما الوقت فقد كان ما بعد العصر بقليل, ذلك الوقت الذى غالباً ما تجد فيه اشعة الشمس تغمر  المكان بذلك اللون الذهبى الجميل, و بينما انا أتأمل المنظر على اتساعه رفعت رأسى مصادفة لافاجأ بمنظر اقل ما يقال عنه انه مشهد مهيب

اتذكر اننى فى بادىء الامر لم استوعب جمال ما أرى للوهلة الاولى, و لكنى و بدون وعى ظللت انظر اليها حتى ادركت جمال المشهد, فلقد كانت فوق رأسى سحابة ضخمة مليئة بتفاصيل اكثر من رائعة يغمرها هذا اللون الذهبى الخلاب, ليغلفها ببهاء و جمال لا حدود لهما, كانت تلك السحابة فوق راسى بمسافة قصيرة نسبياً ربما لا تزيد عن خمسة عشر متراً الامر الذى ادهشنى حقاً فخلال فترة خدمتى رايت الكثير من السحاب و باشكال خلابة و لكن ليس كتلك السحابة و ليس على هذة المسافة القريبة, بدت و كأنها ضيفة قد نزلت من السماء لتلقى التحية على اهل الارض 

أخذت انظر اليها لوقت طويل مندهشاً غير قادر على تصديق وجود كل هذا الجمال و غير قادر على ان اُحوّل عينى بعيداً عنها, و كأن لغة صامتة بدأت تتشكل فيما بيننا بل و كأننى اتشربها بداخل روحى, تخيلت و كأنها قد اختارتنى لتستعرض امامى جمالها الخلاب و كأنها تحدثنى أن اًنظر الى جمال صُنع الله, حقاً لا اعرف كيف اشبهها, هل اشبهها بجبل صغير عالق فى السماء ينظر الىّ من أعلى, ام اشبهها بهذا المشهد الذى نراه دائما فى الافلام الوثائقية لحوت عملاق يقفز خارجاً من الماء ليستعرض قوته و جماله امام عدسات المصورين ليُدهشهم بمئات التفاصيل التى تملاء جسده, ام هى تملك من الجمال ما يغنيها عن التشبيه بأى جمال آخر

لقد كانت لحظة مميزة بحق بالنسبة لى, و لعل فكرة رسمها كانت واحدة من الافكار التى فكرت بها فى تلك اللحظة, فبعد اعوام عديدة حين قررت ان اعبّر عن هذة اللحظة تصادف انى شاهدت اعلانات لدروس تعليمية عبر الانترنت اعتدت ان اتابع اخبارها للفنان تيم جاجنون و التى كان من ضمن محتوايتها دروس تُعلم الدارسين كيفية رسم سُحب ضخمة كثيفة, على الفور ربط عقلى ما بين الفكرة و هذة الدروس و شعرت بنوع من التوفيق حتى قبل ان ابدأ, لذا قمت بشراء احد دروسه خصيصاً كمادة مساعدة للوحتى الجديدة (بالمناسبة, شراء درس جديد مخصوص لمساعدتى فى رسم لوحة واحدة بعينها كان شعور مثير اختبره للمرة الاولى), و مع ذلك اخذت منى هذة اللوحة الكثير من الوقت و المجهود لانهائها, لعل ذلك كان بسبب ان هذة هى اول مرة ارسم لوحة فنية بهذا الحجم و بها كل هذا الكم من التفاصيل, يمكنكم مشاهدة العمل كامل بالاسفل   

 ملحوظة : العمل مُتاح للاقتناء حتى تاريخ نشر هذا المقال و مرحباً بك اذا اردت ان تتواصل معى لطرح اى سؤال من خلال صفحة اتصل بنا او من خلال مواقع التواصل الموجودة فى الشريط السفلى للموقع .