حكاية وجه و فن الكاريكاتير

نعم انا اتحدث عن فن الكاريكاتير بورتريه, فعندما امارس فن الكاريكاتير اجدنى امتلات بهجة و حماسا و اجدها فرصة للخروج عن المألوف و كسر القوالب على قدر استطاعتى, ان فن الكاريكاتير بورتريه هو فن الملاحظة فى المقام الاول حتى قبل ان يكون للمبالغة نصيب فملاحظة كل تفصيلة فى من ارسمه تحكى لى قصة عليّ ان اقرأها بعناية مستخدما احساسى الفنى 

فمثلا كيف يمكن لضحكة شخص ما ان تظهر شخصيته او تصفيفة شعر لشخص أخر تخبرنى عن احساسه بنفسه او نظرات عين شخص ثالث تحكى لى افكاره الخاصة, فمثل تلك التفاصيل لا يجب الاستهانه بها فكلها ادوات فى ايدى اصحابها يعبرون بها عن شخصياتهم حتى و إن لم يدركوا ذلك, ان فن الكاريكاتير بورتريه هو جعل الاشخاص شبيهون بأنفسهم حتى اكثر مما هم عليه بالفعل, فهوتأكيد على شخصياتهم و ليس سلبهم هذة الشخصية, و هنا قد تكمن صعوبة فن الكاريكاتير و كيفية احداث المبالغة و التأكيد على الشخصية دون ان افقدها, فـ كمُمارس لهذا الفن قد واجهت هذا التحدى فى البداية لذا دعونى اخبركم ببعض افكارى عن هذا الفن و بعض الصعوبات التى واجهتها فى البداية 

اتعجب لنظرة البعض الى فن الكاريكاتير بورتريه على انه اداة من ادوات السخرية, فبالنسبة لى اعتبره وضع للشخصية تحت المجهر و التركيز على قراءة هذة الشخصية و جعلها اكثر وضوحا بل و صارخة ان امكن و ذلك من خلال ما تنطق به ملامح الوجه, فمثلا صاحب الابتسامة الهادئة يجب التأكيد على ابتسامته و جعلها اعمق و اوضح و صاحب النظرة الحادة يجب التأكيد على نظرته و جعلها حتى اكثر حدة مما تبدوا عليه, ففى فن الكاريكاتير بورتريه لا يمكن اغفال مبدأ الترسيخ لملامح الشخصية ,فهذا هو الاساس و فى نفس الوقت هو التحدى الذى يواجه الفنان, من ناحية اخرى عندما أتناول شخص لكى أشرع فى رسمه أسأل نفسى هذا السؤال ماذا يريد ان يقول لى هذا الوجه بشكل عام ؟

فمثلا من الوجوه من يقول لى انا مرح أو انا قوى الشخصية او انا واثق من نفسى او لئيم او مفرط الطيبة او مكتئب او ساخر, فعندما ابدأ الرسم آخذاً فى اعتبارى هذا السؤال اشعر بالفرق الذى تحدثه الاجابه فى اعمالى, إن ما اقوم به للوهلة الاولى هو ملاحظة اهم و ابرز ملامح الوجه المميزة حتى بشكل تلقائى كما يلاحظها اى انسان غيرممارس للفن, فهذا ضرورى و لكن خطوتى التالية هى الغوص فى ملامح هذا الوجه و أن اصبح مشدودا لتعبيرات وجهه و قراءة خريطته بعناية و متفحصاً لانسيابية خطوطه تاركاً افكارى الشخصية لوهلة جانباً قبل ان ابدأ بوضع بصمتى الخاصة من خلال اسكتشات متعددة حتى ارسو باقتناع تام على احداها 

ملحوظة : يمكنك ان تلقى نظرة على اعمالى الفنية من هنا بهدف المشاهدة او الاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة منها

و ما قد لا يعلمه البعض ان الشخصية الواحدة يمكن رسمها باكثر من طريقة مختلفة و بأكثر من رؤيه ليس فقط بسبب اختلاف الصورة المستخدمة او اختلاف زاوية التصوير أو اختلاف تعبير الوجه للشخصية المرسومة او المرحلة العمرية التى تم التقاط الصورة بها بل ان ذلك يحدث تبعا لمزاج و رؤية الفنان, فـ فى عملية اختيارى للصورة التى سوف اقوم بالرسم منها سواء من احدى المجلات او من الانترنت يجب ان اتحرى الدقة بكثرة البحث عن صور متعددة للشخصية, فالخيارات كثيرة و بعض الصور يتم التلاعب بها لاضفاء بعض التغييرات للاحسن من وجهة نظر من يقومون بذلك و التى قد تكون لا تناسبنى, خصوصا و انا ابحث عن حقيقة الشخصية المراد رسمها قدر الامكان, فمن وجهة نظرى مهما حاول القائمين على الصور الفوتوغرافية للفنانين بتجميلها تبقى الحقيقة هى الاشد و ضوحا وهى التى تظهر فى النهاية 

ان فن الكاريكاتير بورتريه بالنسبة لى هو فن يرمز فى المقام الاول الى المرح و الى رسم الابتسامة و الدهشة على وجه المشاهد و هو فن البهجه البريئة و الفرحه العفوية حيث لا تعبير عن اتجاه معين او انتقاد لموقف او طرح لقضية هو فقط محاولة خالية من التكلف او المواربة لكى اكشف عن شخصية ما فى لقطة واحدة بمنتهى الصدق, فإن كان لى ان اعبر عن فن الكاريكاتير بورتريه بكلمتين فسوف اقول هو بكل بساطة (حكاية وجه) .... تم 

ملحوظة : الاعمال المعروضة مع المقال من اعمالى و يمكنك رؤية الاعمال بشكل كامل من هنا و من هنا

بقلم / الفنان مرون جمال

الفنان مرون جمال