إعتدت ان اُسمّيها
بينى و بين نفسى الغسالة, فقد كانت قصيرة و ممتلئة و كانت ايضاً تعصر موظفيها الى
اقصى درجة ممكنة, و كنت انا لحظّى العثر احد موظفيها حيث كنت اعمل معها فى احد
الاكاديميات الصغيرة الخاصة لرعاية و تعليم الاطفال الرسم و فى بعض الاحيان تعليم الكبار,
أتتنى فى نهار أحد الايام لتثقلنى بمهمة جديدة فوق مهامى
بدأتنى
بقولها " عايزين نعمل لوحة فنية نحطها علـى باب الاكاديمية عشان نلفت النظر
للمكان " اسمع طلبها الجديد و أكاد ادوّر عينى لاعلى فى نفاد صبر, فأنا لم
انته بعد من مهمات سابقة متعددة الاتجاهات كلفتنى بها, و لكنى استمعت اليها ثم هززت
رأسى بعد ان تناقشنا قليلا بخصوص بعض التفاصيل بشأن هذة المهمة الجديدة ثم ذهبت
لابدأ العمل, صراحة كان حبى لما اعمل يشكل جزء من تفكيرى و يجعلنى أُقبل على العمل
بهدف التجريب و الاكتشاف دون الكثير من التذمر, فهذا هو حال كل من يحب عمله, هل
كانت تلاحظ ذلك و تستغلة ؟ حقاً لا اعرف, بدأت فى البحث حتى وجدت تلك الصورة على
الانترنت, لفتت انتباهى و عجبتنى فكرتها و خصوصاً وجود شخصية كارتونية يحبها
الاطفال فى الرسمة كما اعجبنى التباين الجذاب الناتج عن فكرة رسم وجه ملون فوق وجه
اعتدنا ان نراه بالابيض و الاسود, إنتهيت من العمل خلال يوم او اثنين و أذكر جيدا
إستمتاعى بالعمل و إعجاب زملائى به و هو الشىء الذى شعُرت معه بالتقدير
و لكن مهلاً فبعد
ان انتهيت من رسم اللوحة و بينما انا واقف أمامها اتأملها لاحظت انها قد تحمل معنى
غير برىء لم يعجبنى فى الحقيقة, و هو ان احدهم و الذى يُمثل
الثقافة الامريكية يقوم بتغطية و محو الوجه الايقونى للشخصية الثورية العظيمة تشى جيفارا
ليستبدلها بوجه تلك الشخصية التافهة
"باز" من ذلك الفيلم الكرتونى قصة لعبة و هو الشىء الذى لم اقصده طبعاً
باى حال من الاحوال و لا أؤيده, طبعا و كما توقعت عندما اخبرت الغسالة بوجهة نظرى
هذة لم تعبأ بها و كانت مبسوطة بالعمل الذى تم إنجازه, عموماً لقد علمتنى تلك
التجربة ان اكون اكثر وعياً و انتباهاً اثناء اختيارى لرسم موضوع ما, و هو ما أود
ان أنصحك به عزيزى القارىء, فإن كنت ممارس للفن توقف قليلاً و لاحظ جيدأً تفاصيل
العمل الذى انت مُقبل عليه و قم بتحليل مفردات العمل الذى تُشاهده ثم تفكر قليلا و
خذ فى حسبانك و جهات النظر الغير بريئة, و إلى اللقاء فى المقال القادم
تعليقات
إرسال تعليق