القائمة الرئيسية

الصفحات

العيال كبرت ... و أكلت الكباب



حيث اننا بنتكلم عن المسرح ..
اسمحوا لي احكيلكم بعض ذكريات صيف ١٩٧٧...
في الاجتماع السابق ذكره (بوست امبارح) قررت فرقة 'الفنانين المتحدين' تقديم مسرحيتين في نفس الوقت ...
السبب في كده ظهور و لمعان نجم 'سعيد صالح' في العمل السابق "مدرسة المشاغبين" فشاف سمير خفاجي صاحب الفرقة انه ممكن 'يشيل' مسرحية لو سانده فيها يونس شلبي و احمد زكي و حسن مصطفي ... 

تصميم مسرحية العيال كبرت
ديكور مسرحية العيال كبرت من تصميم و تنفيذ الفنان هانى المصرى

ملحوظة : المقال منقول من حساب الفيس بوك الشخصى للفنان هانى المصرى

و حيث ان عادل امام كان تقريبا جاهز بمسرحية "شاهد ما شافش حاجة" مع عمر الحريري و نظيم شعراوي .. فتقرر كمان انها تتعرض في القاهرة علي مسرح المتحدين ... و ان 'العيال' تفتح في الاسكندرية علي مسرح مدينة ملاهي كوتة ...
و حيث كمان ان احداث المسرحية كانت كلها في ڤيللا واحدة .. قدرت اقنع سمير العصفوري اننا نعمل ديكور مركب و ثابت و علي مستويات لأول مرة في تاريخ الفرقة.. اللي كانت متعودة علي ديكورات خفيفة.. سهلة النقل .. كلها علي مستوي الخشبة الأصلية...
طبعا كان فيه اعتراض شديد من ناحية 'فاروق البيومي' المدير المالي للفرقة .. اللي كان ماسك ايده حبتين .. ( يعني لو فتحت القاموس علي كلمة 'بخيل' تلاقي صورة الاستاذ فاروق محطوطة للإيضاح ) إنما العصفوري أصر و اقنع خفاجي فاتحلت المشكلة ...
و بعد الموافقة علي التصميم سافرت مع نجارين الديكور بقيادة الأوسطي 'فاروق عبد النبي' الي عروس البحر المتوسط عشان ننفذ ... و فضلت باقي الفرقة تعمل بروفاتها علي مسرح القاهرة في النهار و يسيبوه لفريق عادل امام بالليل...

كانت مشكلتي اني ما كانش لي مكان في الاسكندرية .. فتطوع صديق انه يسيب لي شقة العيلة في سيدي جابر لمدة الشهر اللازم للتنفيذ...
و ابتدأ الشغل ... واتعرفت اكتر علي طقم النجارين و بقينا اصحاب قوي .. الفطار فول و طعمية و بصل اخضر.. الغدا شرحه مع اضافة سمك مشوي في بعض الأحيان ... والقاعدة علي القهوة في أوقات الراحة ...
و طلعنا مع بعض بأفكار نحل بيها مشاكل التنفيذ .. و استمتعنا بعمل الفريق و حكينا حكايات و عرفت منهم انهم كانوا في الاول مستغربين مني ... لأنهم متعودين علي تعالي مهندسين الديكور و غلاسة المدير المالي ( اللي فضل في القاهرة عشان يبقي جنب النجوم ! )

و خلص الشغل في وقت قياسي - ١٥ يوم - و ده اداني فرصة اني " احسوك " !
فطق في دماغي اني أضيف لديكور الڤيللا عنصر معماري خارجي يؤكد مدخل البيت من ناحية الشارع... فاتصلت بالعصفوري و شرحت له الفكرة و قولت له اني عاوز اعمل حيطة حجر في الجنب اليمين من المسرح ( يسار المتفرج) و لما سألني حاعمل ايه في النقل للقاهرة قولت له "حا أتصرف !" فوافق فورا لانه عارف اني لما باستعمل الكلمة دي ابقي عارف انا باعمل ايه ...


و فعلا.. بنينا "الحيطة" بخشب ابلاكاش علي تقفيصة خفيفة .. وش و سمك واحد... يعني زاوية واحدة .. وكسيناها بقطع سفنج ٣ سنتي مقصوصة زي الحجر اللي بيسموه 'فرعوني' في لغة المباني.. و قعدنا لوّنّاه بدهان بلاستيك في تونات الحجر و حتي الأسمنت اللي بين الأحجار ما نسيناهوش ...
و من علي بعد ٣ متر كانت الحيطة شكلها حقيقي جداً ...
و خلصت البروڤات في القاهرة .. و استعدت الفرقة للحضور للإسكندرية فسبقها فاروق البيومي للتأكد ان كل شيئ علي ما يرام و ان الديكور جاهز...
فاتفقت مع النجارين اننا "نلاعبه".
..

و اول ما دخل البيه المدير صالة المسرح من الباب المقابل للخشبة ضرب بعينه علي الديكور فشاف 'الحيطة'... فصرخ: " يا نهاركم طين ! ايه يا باشمهندز المصيبة دي ؟ حا ننقلها مصر أزاي دي في آخر الموسم ؟" فرديت عليه : "نسيبها هنا و نبني واحدة تانية في مصر... إنما لو لزم .. ننقلها.. مش مشكلة !" فزاد غضبه و قال : "دي لا يمكن أبدا تتحرك.. و لا بعشر رجالة !"
و حسيت انه دخل المصيدة ... فقلت: "طب تراهن علي كام ؟" فرد ببجاحة :"خمسين جنيه و الفلوس أهيه !" فقلت : "خليهم مية... الرجالة حا يتعبوا قوي.. و المية بتاعتي أهيه ! علق الفلوس يا عم عبده (البواب) !"
الكلام ده في السبعينات ... يعني الميت جنيه يغرقوا الدنيا...
و اول ما اتطمنت ان الميتين جنيه مع عم عبده .. ندهت الأوسطي فاروق :"والنبي يا عم فاروق عاوزين ننقل الحيطة الناحية التانية ... عند المكتبة !"
طبعا الحيطة كانت الناحية التانية من المسرح في تلاتين ثانية ...
اما كانت حتة دين أكلة كباب ... ما تتنسيش !

بقلم الفنان الراحل / هانى المصرى

الفنان الراحل / هانى المصرى



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات