القائمة الرئيسية

الصفحات


اظن ان التوقيت كان فى شهر سبتمبر للعام الماضى 2019 حين اشتركت فى مسابقة للفن التشكيلى كانت تنظمها وزارة الثقافة لاحدى الدول العربية الشقيقة, و من باب الانصاف ارغب اولا فى سرد الجانب الايجابى من الدعم و الاهتمام الذى رايته بوضوح من خلال التعامل معهم

إحذر من المُسابقات الفنية


فبينما كنت اسعى فى اجراءات إرسال العمل الفنى إذ بشركة الشحن المُوصى بها من طرفهم لكى اتعامل معها تخبرنى من خلال الموظفة المسئولة انه يجب على استصدار تصريح من وزارة الثقافة المصرية بجواز خروج هذا العمل الفنى خارج البلاد و ايضاً موافقة مكتوبة من صانع العمل الفنى بخروج العمل, على الفور تواصلت مع الشخص المسئول من القائمين على المسابقة و شرحت له تلك المشكلة و التى قد تضطرنى الى تأخير إرسال العمل الفنى بسبب هذة المتطلبات, و لم تمضى ساعة حتى فوجئت بموظفة شركة الشحن تتصل بى لتُخبرنى بأنه تم حل المُشكلة و أنه لا داعى لاى تصاريح و ان مندوب شركة الشحن سوف يمُر علىّ لكى اُسلّمه العمل الفنى الذى ارغب بارساله, و قد كان, لن انسى ابدا تلك المشاعر التى شعرت بها آنذاك, فقد شعرت بالتميز و القوة, و انى اتعامل مع جهة قوية تستطيع ان تُعبِّد اى مشكلة لكى تصل الى اهدافها

و لكن أين المشكلة ؟

للاسف كانت لهذة التجربة جانب سلبى اريد ان امرره إليك حتى تكون درس تعتبر منه, فقد قررت ان ارسل لهم واحدة من احسن لوحاتى الفنية و التى سميتها ( إستيقظى يا ممفيس ) و هى لوحة ممتلئة بالتفاصيل و قد استغرقت منى الكثير من الوقت و الجهد, و اُعجب بها اغلب من شاهدوها, و كانت شروط المسابقة تنُص على انه اذا فاز العمل الفنى بإحدى الجوائز يتم الاحتفاظ بالعمل الفنى لديهم و ان لم يفُز باى جائزة فسوف يتم إعادة العمل الفنى لصاحبه فى شهر يناير من عام 2020, و قد خرجت نتائج المسابقة و لم افز بأى جوائز, و ها هو شهر يناير يبدأ بلا اى اخبار من طرفهم ثم يتوغل و انا فى الانتظار و لم يعد العمل الفنى, ثم انتهى شهر يناير و بدأ شهر فبراير و بدأ معه وباء كورونا فى الانتشار و بدأت الاجراءات الاحترازية و  التى كان من ضمنها توقف الطيران, و بعد فترة ارسلوا لى رسالة على البريد الاليكترونى يعتذرون فيها عن عدم استطاعتهم ارسال العمل الفنى بسبب توقف حركة الطيران, و اذكر انى فى حينها قلت بينى و بين نفسى و لِم لم تُرسلوها فى شهر يناير, و تمضى الشهور بلا جديد, و ها أنا ذا حتى و قت نشر هذا المقال لم استلم عملى الفنى و لم أفُز بأى جائزة

ما هو الدرس المُستفاد ؟

الدرس المُستفاد هو : إن كان لديك عمل فنى مهم بالنسبة لك و قد انفقت عليه الكثير من التفكير و الوقت و الجهد و المال يجب أن تضع فى إعتبارك انه اذا خرج من الاستديو خاصتك فهناك إحتمالية كبيرة ان لا يعود إليك, بهذة البساطة ؟ نعم بهذة البساطة . أو قد يعود و به بعض التلفيات كما حدث معى ايضاُ فى عمل فنى آخر كنت قد عرضته لبعض الوقت فى احد معارض الفن التشكيلى و التى يُفترض بهم المحافظة على الاعمال الفنية لانهم يعرفون قيمة كل عمل فنى على الاقل عند الفنان صانع العمل, حتى ان هذا العرض كان داخل مدينتى القاهرة التى اقطن بها و لم يكن العمل مسافراً للخارج, لذلك و بشكل عام إنتبه الى ان عملك الفنى اذا خرج من مِحرَفك فهو لم يعد تحت سيطرتك بشكل كامل

إذا ما الحل ؟

و لكنّى ارغب بتقديم اعمالى الفنية فى المسابقات المُختلفة, بل إنى حتى ارغب بتقديم احسن اعمالى حتى تزداد فرصتى فى الفوز على المنافسين الاخرين, إذاً فما الحل ؟ الحل الوحيد ببساطة كما أراه هو ان تقوم بعمل طباعة بمستوى جيد لعملك الفنى, و لحسن الحظ ان الطباعة فى هذة الايام دخل عليها الكثير من التطور و الذى يسمح بعمل طباعة لاى عمل فنى و على اى خامة كالورق و القماش و غيرهما من الخامات و هى خدمات مُتوفرة فى كل مكان و بجودة عالية, ثم بعد ذلك تقوم بإرسال النسخة المطبوعة و تحتفظ بالاصل لديك, خصوصاً إن لم تكن الجهة المعلنة عن المسابقة قد ذكرت اى شروط بشأن ذلك الامر, طبعا هذا الحل يُناسب اللوحات المرسومة فقط, و لكن لا ينطبق على المنحوتات و المجسمات و ان كنت اعرف ان هذة الانواع هى الاخرى يمكن عمل قوالب منها


لماذا يحدث هذا ؟

يقيناً لا اعرف, فقد يكون اهمالاً او قلة وعى فى بعض الاحيان, او حتى قلة إمكانيات كأن لا يكون لدى المُنظم الاماكن المناسبة لتخزين الاعمال الفنية فتعود الى اصحابها و بها تلفيات, أيضاً من الشائع ان تحدث التلفيات فى أثناء عملية النقل, و لكن إنتبه ففى بعض الحالات خصوصاً مع الاسماء الفنية الكبيرة تكون هناك عمليات سرقة بنوايا سيئة, فأنا لن انسى ابدا قصة الفنان المصرى الكبير جورج بهجورى عندما اقام معرضاً فنياً لدى احدى صالات العرض داخل القاهرة و التى لا داعى لذكر اسمها, فما كان من هذة الاخيرة بعد انتهاء مدة العرض الا ان استولت على اعماله الفنية و منعته من ان يستردها, و بعد فترة علِم الفنان ان تلك الاعمال تم تهريبها الى الخارج حسب ما قرأت ذلك الخبر فى حوار صحفى مع الفنان على احد المواقع الاخبارية الاليكترونية

بقلم الفنان / مروان جمال

مروان جمال
الفنان / مروان جمال






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات