القائمة الرئيسية

الصفحات

فنان مصرى يفتح قميصه و يقابل ميشيل فايفر فى ديزنى

 



المعركة.. الفصل الخامس. "و اهو من ده.. و ده.. الشغل.. كده !"


ملحوظة : هذا هو الجزء الخامس و الاخير من القصة لذا سيكون من الافضل لو قرأت الاجزاء بالترتيب حيث الجزء الاول من هنا ثم ستجد روابط باقى الاجزاء هناك


علي مر السنين.. ناس كتير من اللي شافوا الفيلم  و لغاية اخيرا لما بديت انشر البوستات دي  سألونى بصراحة: " إزاي فيه حاجات في الفيلم .. مش راكبة مع الحس المصري العام الطاغي علي العمل بشكل واضح ؟"


الممثلة الامريكية ميشيل فايفر و الشخصية الكرتونية التى كانت تؤدى صوتها فى فيلم أمير مصر
الممثلة الامريكية ميشيل فايفر و الشخصية الكرتونية التى كانت تؤدى صوتها فى فيلم أمير مصر


و الرد ببساطة.. اني ما كنتش باعمل كل حاجة بنفسي.

الفيلم كان شغال عليه حوالي 750 فنان.. كل واحد منهم مستواه يعَقدْ .. غير الاداريين و مساعدين الانتاج و السكرتارية..! جيش رهيب من المواهب.. مطلوب منهم كلهم انهم ينسوا ذاتهم .. و يسمحوا لها انها تدوب تماما في عمل الفريق..


و لو شيلنا منهم الخمسمية و تلاتين محرك و رسامين المؤثرات الخاصة و متخصصين ال 3D اللي مالهمش دعوة بالتصميم و كل مهمتهم تنفيذ المشاهد علي اكمل وجه .. يفضل عندنا حوالي 220 فنان .. بيفكروا فى شكل الفيلم... يعني طبق سلطة مرعب !


صحيح اني كنت في الحالة دي .. عامل زي حتة الانشوجة.. او فص التوم.. اللي ممكن يدي طعم مميز

للسلطة كلها.. انما فيه حاجات كتيرة كان لازم حا تفلت مني .. و ما اقدرش اتحكم فيها..

لا سيما طبعا ان كان فيه في الاستوديو فكر معادى للحاجات اللي عاوز اعملها .. عشان تبقى صورة

"مصر" زي ما انا عاوزها..!


و من الناس المسؤلة عن حاجة مهمة في الفيلم.. و هي الملابس.. كانت زميلة إسمها "كيلي كيمبال" Kelly Kimball الى كان مستواها جيد.. انما غير مناسب بالمرة لجودة الفيلم.


و السبب الرئيسي لوجودها في فريق العمل انها كانت صديقة قديمة ل "ساندي رابين" المنتجة.. من ايام ما كانوا الاتنين شغالين مع بعض في "ديزني".. و "كيلي" كانت فوق كده بنت واحد من ال "تسع رجال الكبار" او Nine Old Men اللي كانوا اهم فنانين في فريق والت ديزني الاصلي..


كانت بنت " وارد كيمبال" Ward Kimball الفنان المشهور بتصميم و تحريك شخصيات كتير في افلام

ديزني الكلاسيكية زي علي سبيل المثال لا الحصر "الاميرة و الاقزام السبعة" و "فانتازيا" و آليس في بلاد العجائب" و "پينوكيو"... 


طبعا في هوليوود.. ده المقابل للدم الملكى في بريطانيا..!

وطبعا كمان كان صعب جدا اني اغير اى حاجة فى شغلها.. لانها كانت بتاخد موافقة شبه اتوماتيكية من طقم الاخراج و الانتاج.. الا لما كانت بتصمم مصيبة و لازم ارفع الراية الحمرا.. و دي حاجة ما كنتش باحب استعملها كتير.. عشان ما افقدش مصداقيتى !


و في مرة.. كنت قاعد في اجتماع.. و في اواخره .. اتفتح موضوع الوان البشرة لشخصيات الفيلم.. و كانت "كيلي" جايبة دفتر عينات الوان Pantone و عاملة زيطة عشان كانت .. يا ننّي عيني.. مش عارفة تنقى الوان الملابس.. الا لما المديرين الفنيين ) و خاصة "كاثي آلتييري" متخصصة اللون ( يقرروا الوان البشرة ..للمصريين و العبريين في الفيلم..


و دخلت "ساندي رابين"  المنتجة  هي التانية.. في المناقشة..! علي اساس بقى انهم كلهم ستات.. و الوان لفساتين و الهدوم دي مسألة حريمي..! و باقى المصممين واقفين حواليهم و علي وشوشهم نظرة الغباء الى كلنا بنشوفها علي الازواج في محلات الهدوم .. او سيتي ستارز..


و انا قاعد في ركن الصالة.. و علي وشي امتعاضة.. لما اشوف آخرتها !

و بعد ربع ساعة من الاخد و العطا بينهم.. فرغ صبري..فقمت وقفت.. و قلت لهم بصوت عالي خلَّي الكل يبص لي : " فين المشكلة يا أساتذة.. ) و شاورت علي ضهر ايدى ( آدي لون الرجالة.. ) و فتحت زرار على بطني حيث البشرة لونها افتح درجتين ( و آدي لون الستات .. أي أسئلة ..؟" فبصوا لي التلاتة .. و انتقلت نظرة الغباء من وشوش الرجالة.. لوشوشهم.. و طبعا الباقيين واقعين من الضحك : كانوا كلهم نسيوا تماما ان في وسطهم واحد.. مصري !


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا بهدف المشاهدة او الاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة منها


بالطبع.. من اظرف الحاجات اللي ممكن تحصل لما الواحد يشتغل علي فيلم في هوليوود.. ان بيبقى دايما فيه زيارات من نجوم سينما.. بييجوا يتكلموا في الشغل.. او يسجلوا صوتهم لشريط الصوت.. و بعدين المنتجين يعملوا لهم tour لمكاتب و مراسم الفنانين..


فمثلا.. في مرة .. سمعت نقرة علي باب مكتبي و انا شغال.. و فتحت "ساندي" الباب .. فرفعت راسي .. و لاقيت وراها راجل فارع.. "شارلتون هيستون" !!!


طبعا.. "هيستون" هو اللي كان قام بدور "موسي" في فيلم "الوصايا العشر" الاصلي .. بتاع "سيسيل ب. دي ميل" في الخمسينات.. و "مايكل آنجلو" مع "ركس هاريسون" في فيلم " The Agony and the Extasy .. ده غير دوره الشهير في فيلم "كوكب القرود" الاصلي..و دخلت "ساندي" و قدمتني له بشكل مسرحي : " موسي.. اقدم لك .. المصري !" و تحولت انا في اللحظة دي لسفير لحضارة كاملة .. فصافحني بإنحناءة احترام.. مش لي.. لكن لمصر !!!


انما.. اجمل زيارة كانت بعدها بشهر تقريبا...

كنا ايامها بنشتغل علي مشهد المباراة بين موسى و عصاه اللي بتتحول الي افعى .. و كهنة فرعون..

و كان "چيفري كاتسنبيرج" عاوز يعملها في طراز نمرة من إستعراضات "لاس ڤيجاس" .. فاعترضت

بشده.. رسميا بحجة انها مسيئة للموقف الديني.. و بيني و بين نفسي لاني حسيت انها إهانة لتاريخ مصر و وزنها العالمي..


فطلب مني اني اقدم بديل يكون علي نفس المستوي البصري.. فشرحت لهم ان الكهنة المصريين.. علماء عصرهم.. كان ممكن يستعملوا الكيميا و لعب المرايا و دخان البخور.. مع اناشيد بأسماء الآلهة..


فقدر فريق التأليف الموسيقى انه يطلع بإستعراض.. نصف كوميدي.. نصف مخيف.. يعبر عن الموقف.. و تقرر انه يشترك فيه كل الشخصيات الاساسية في الفيلم... بما فيهم حتي زوجة موسي ! ( اللي اتلغي دورها في الاستعراض فيما بعد.. لما إتبلورت المسائل شوية )


و جت مشكلة نطق أسامي آلهة مصر .. بشكل مقنع..


"نوت.. موت .. سخمت.. سلكت.. آنوبيس.. آنوكيس.. رع .. حكت.. حتحور.." الي آخر القايمة..! كلها

اسامي صعبة في نطقها للأجانب... فسجلتها بصوتي بشكل واضح .. و قلت لهم  بتهريج  ان لو فيه حد مش حا يعرف ينطقها ممكن ساعتها ابقى اديله درس خصوصي !



و في يوم.. خبّط باب مكتبي.. و دخل واحد من مساعدي الإنتاج.. و وراه "مزة" السنين ..."ميشيل فايفر"...!!!


وشرح لي مساعد الإنتاج  بعد ما قام بالتقديم  إن مسز " فايفر" جاية عشان تاخد درسها الخصوصي فى نطق أسامي الآلهة المصرية...


ملحوظة اعتراضية بقى عشان انا مش ناقص قر : مش عاوز الحسد و النق بتاعكم ده.. ! قولوا لنفسكم إن الدنيا حظوظ.. و ان دي كانت مكافأتى من الآلهة.. عشان انا بس إبن حلال .. و أمي داعيالي...!


فيه كده اوقات في حياة كل انسان.. مهما حصل.. عمره ما ينساها.. منهم العلقة السخنة اللي اخدتها من ابويا يوم ما قررت اسيب كلية الهندسة.. عشان ادخل فنون جميلة.. و يوم ما انطلق شريف ابني  في سن ٦ سنين  علي عجلته الصغيرة.. و من غير ما اجري جنبه و انا ماسك كرسي العجلة من ورا عشان احفظ له توازنه... 


و النص ساعة اللي قضيتها.. في تعليم "ميشيل فايفر" النطق بالمصري القديم...!


بقلم الفنان الراحل / هانى المصرى

الفنان الراحل / هانى المصرى
الفنان الراحل / هانى المصرى


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات