هل وقعت يوماً ضحية لمتلازمة فلورنسا ؟

أبداً لن انسى تلك المشاعر القوية و حالة الانبهار التى كانت تنتابنى أثناء سنوات دراستى الاولى كلما دلفت الى مكتبة كُلِيّتى فى حى الزمالك و بدأت فى تصفح الكتب الفنية ( حيث لم يكن الانترنت مُتاح بعد فى تلك الاوقات ) و التى تحتوى على العديد و العديد من صور اللوحات الزيتية و الاعمال الفنية المتنوعة لاساتذة الفن المختلفين, تلك المشاعر التى كانت تتعدى حدود الاعجاب و الدهشة ليصل تأثيرها فى بعض الاحيان الى الشعور بخفقان فى القلب و بعض القلق بل و نوع طفيف من الدوخة و بالطبع حالة من التركيز الشديد و انعزال تام عما يجرى من حولى

صورة توضح دهشة زوار متاحف الفن الاوربى

ما هذا ؟

فيما بعد علمت أنى لست وحدى من وقع ضحية لهذة الحالة و انها حالة تصيب العديد من الناس الذين يشاهدون قدر كبير و متزاحم من الاعمال الفنية الكلاسيكية و خصوصا لو كانت هذة الاعمال كبيرة الحجم و بها تفاصيل دقيقة و إتقان شديد و هما صفتان يصعُب ألا تجداهما, و يزيد الامر قوة و حدة لو كانت هذة الاعمال الفنية بها حركة عنيفة كأن يكون مثلا من بين تلك الاعمال لوحات تصور معارك حربية, و هذة الحالة تُسمى بمتلازمة فلورنسا او متلازمة ستندال و ارتبطت تلك التسمية بإسم الكاتب الفرنسى مارى هنرى بيل و المعروف بإسم ستندال و الذى كتب واصفاً تجربته لزيارة متاحف فلورنسا قائلاً ( كنت في حالة من النشوة من فكرة الوجود في فلورنسا بالقرب من الرجال العظماء الذين رأيت مقابرهم واستمتعت بتأمل الجمال البديع، لدرجة أنني شعرت عند نقطة معينة بمشاعر سماوية كأن كل شيء يتكلم بشكل جلي لروحي, آه لو أنسى ما حدث، لقد كان قلبي يخفق بشدة، ورويدا رويدا بدأت أفقد إحساسي بالحياة، ومضيت وأنا أخشى أن أخرّ مغشيا عليّ في أي لحظة ) فاحيانا تكون مشاهدة هذا الكم من الجمال امرا خطيرا, فقد يصُاب البعض من اصحاب القلوب المرهفة بخفقان فى  القلب و الدوار و الارتباك و حتى الهلوسة من جراء التعرض لهذا الكم من الجمال الفنى

ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة منها

الكاتب الفرنسى مارى هنرى بيل و المعروف بإسم ستندال

مدى تأثير تلك الحالة

أظن ان تأثير تلك الحالة على كثير من المشاهدين يكون السبب الرئيسى فى إمتهانهم مجال الفن التشكيلى فالتأثير قوى و عميق و لا يُستهان به, فهو بالفعل كان أحد اسباب دخولى لمجال الفن التشكيلى و انا الذى أعتدت ان اشاهد اعمال عظماء الفنانين على صفحات الكتب و شاشة الكمبيوتر عبر الانترنت و حسب, فما بالك بمن يشاهدون الاعمال الاصلية بداخل المتاحف, بالطبع شاهدت العديد من الاعمال الاصلية هنا فى المتاحف المصرية و لكنى اعلم جيداً ان المتاحف فى اوربا و امريكا أضخم من حيث الحجم و التنوع و شهرة الاعمال الموجودة بها و روعتها, فلا استطيع ان اتخيل اى مشاعر سوف تنتابنى لو زرت متحف اللوفر مثلا فى يوم من الايام

على كل حال لا تنسى ان تخبرنا فى قسم التعليقات عن تجربتك فى حالة إن كنت وقعت مثلى فى يوم من الايام ضحية لمتلازمة فلورنسا

الفنان / مروان جمال