كيف تختار معلمك فى فن الرسم ؟

كان المكان يعمه رائحة قذرة و إن كانت متفاوتة, بمعنى انها تتناوب على انفك, ففى لحظة تستطيع ان تشُمها بوضوح و فى لحظة اخرى تختفى فلا تستطيع ان تُميّزها, كما ان الشخص الذى كان يُفترض به ان يكون المسئول عن تدريبنا أنا و اصدقائى فى تلك الصالة الرياضية أو الجيم كما يُطلق على تلك الاماكن و التى نقصدها لبناء العضلات, كان هو اصلا ذو جسد سمين ممتلىء بالشحم و الدهون و لا يمتلك اى عضلات, و كان يلبس بنطالا عاديا و منتعلا أحد الاحذية الجلدية المخصصة للمشى فى الشارع و من اعلى اكتفى بأن يخلع قميصه الذى دخل به الى الصالة الرياضية ليبدو بملابسة الداخلية (فانلة بحمالات), حتى طريقته فى توجيهنا كانت مهتزة و كان غير واثق فى ما يقوله كأنه هو نفسه لا يعلم ماذا يفعل هنا

الوضع كله لم يشجعنا على المجىء الى هذا المكان مرة اخرى, و ما ان انتهينا من التدريب اذكر اننا طلبنا منه استرداد قيمة الاشتراك الشهرى الذى كنا قد دفعناه قبل الدخول الى هذا المكان و اكتفينا بأن دفعنا فقط ثمن تلك الحصة التى انتهينا منها للتو

الشاهد فى الامر و اكثر ما دفعنى بشكل خاص على عدم العودة الى تلك الصالة الرياضية هو ذلك المُدرب او بالاحرى ذلك الشخص الذى يدّعى انه مُدرب و هو غير مؤهل و لا يمتلك أياً من مقومات التدريب, و بالمناسبة ذلك النوع من الاشخاص تمتلىء بهم الصالات الرياضية رخيصة السعر, و هو الامر الذى تجده منسحباً و بوفرة على بعض من يُطلقون على انفسهم مدرسين رسم, فمن خلال عملى لفترات طويلة فى هذا المجال شاهدت العديد منهم و خصوصا من الخريجين الجُدد ممن يعملون بمهنة مدرس رسم و هو او هى لا يستطيعون ان يرسموا بشكل احترافى صحيح فضلا عن ان يعلموا غيرهم كيف يرسمون

أتذكر جيدا عندما كنت اعمل مدرساً للرسم فى مكان ما تجاذبت معى إحدى الزميلات أطراف الحديث و قالت لى انها عندما تقوم برسم شىء ما او شخص ما فإنها تستطيع إحداث التشابه ما بين الرسم و الشىء المرسوم فى بعض الاحيان و أحيان اخرى تفشل فى ذلك, ثم سألتنى و كأنه أمر طبيعى, الايحدث ذلك معك أنت أيضاً ؟ فأجبتها بصراحة و بدون دبلوماسية بـ لا, بل و ان الفرق ما بين الفنان الهاوى و الفنان المُحترف هو ان الفنان الهاوى يحصل على النتائج المرغوبة فى بعض الاحيان فقط أما الفنان المُحترف فهو يحصل على النتائج المستهدفة فى كل مرة يقوم فيها بإنتاج عمل ما, فنظرت لى بنظرة غير مُرحبه و آثرت السكوت و كأن الاجابة لم تكن متوقعة و قد ضايقتها

ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها

إذاً كيف تختار معلمك ؟

فى الحقيقة أنت المسئول الاول عن إختيار مُعلمك ( بالطبع أقصد إن كنت ستتعلم بشكل حر بمقابل مادى سوف تدفعه الى المعلم و ليس منتسباً الى الجامعة ) فأولا و قبل حتى إختيار مُعلمك عليك ان تعرف أى طريق فى الفن سوف تسلُك, و قد كتبت موضحاً عن ذلك الموضوع فى مقال متلازمة الفنان التائه و كيف تخرج منها و ايضا قمت بتصوير فيديو عن نفس الموضوع تستطيع ان تجده هنا و بناءاً على ما سلف و بعد ان تجد إتجاهك فى الفن تستطيع بعد ذلك ان تحدد بشكل اكثر دقة المعلم او الفنان الاقدر على تعليمك, هذا فيما يخص الاتجاه أما بخصوص المُعلم ذاته و التأكد من مدى مهارته فيمكنك قبل ان تنخرط معه فى اى معاملة مادية أن تطلب منه مشاهدة أعماله (طبعا بشكل مهذب و كأنك متحمس لمشاهدة اعماله) و التى يُفترض أن يكون بالفعل يعرضها على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة, كما يمكنك أيضاً بشكل ما الوصول للدارسين الذين تعاملوا معه/ها و من ثم تسألهم عن رأيهم بشكل عام عن مستواه كمعلم, بل إننى أرى من خلال تصفح مواقع التعليم الاوربية و الامريكية أن من بين الدلائل التى يقدمها المعلمين لرفع قيمتهم فى نظر الدارسين إلى جانب عرض اعمالهم البديعة و تزكيات الدراسين الذين تعاملوا معهم ان يذكر المعلم الجوائز التى حصل عليها فى المسابقات الفنية المختلفة و بعض هذة المسابقات تكون فى غاية الرُقى و يُعتد بها, و لكن دعنا لا نكن متشددين بخصوص تلك النقطة الاخيرة  خصوصا و ان الجوائز فى بلادنا العربية كثير منها لا يُمنح للاسباب الصحيحة و هى ليست محل ثقة أصلا هى او من يمنحوها .

فى النهاية اتمنى ان اكون قد أفدتك بمعلومة جديدة و اتمنى ان ألقاك بخير مرة اخرى على صفحات هذة المدونة

الفنان / مروان جمال