القائمة الرئيسية

الصفحات

مبروك إنت إتعينت فى والت ديزنى


 ذكريات المغامرة الأمريكية : "البدايات" الحلقة التالتة.

..…

صعبتوا عليا.. )فهمتوا بقي شهرزاد كانت بتعمل ايه.. ؟( , ملحوظة : تم نقل المقال من الحساب الشخصى للفنان هانى المصرى على الفيس بوك, يمكنك قراءة الحلقة الاولى من هنا و هناك سوف تجد الحلقة الثانية

……

قبل ما نكمل.. احب اقول لكم ملحوظة صغيرة :

ما فيش حاجة اسمها "صدفة"..

كل حاجة مرت بيا في حياتي كانت مترتبة .. راجعوا الخطوات كلها و انتم تفهموا اللي اقصده.. لو ما كنتش اترفضت من الشغلانه الأولانية.. ما كنتش وصلت للي عاوزه بجد..! و لو ما كنتش زورت عالم ديزني في حدوتة القنصلية.. ما كنتش عرفت هدفي..! و لو ما كنتش محسوك .. ماكنتش عديت علي بارت الا يوم الخميس.. يعني بعد ميعاد الانترڤيو..! ما فيش حاجة اسمها صدفة.. انما لما الواحد يبقي الحلم صاحي في قلبه.. الكون كله بيتآمر عشان يحققه له.. زي ما حا تشوفوا دلوقتي..!





نرجع للحكاية بقي.. رجعت البيت و انا مقرر حاعمل ايه… اولا.. قررت اني ما اروحش يوم التلات للمقابلة.. و اروح يوم الاربع…! و ده كان يسمح لي اني أحضَّر نفسي كويس.. صحيح اني كنت حا ضيع الاسبقية.. انما قولت انه لو قدري كده.. يبقي خلاص.. انما لو روحت.. اروح جاهز و مستعد ! ثانيا.. المنظر العام مهم.. يعني الذوق في اللبس.. مقدم شغلي ازاي .. فاهم باقول ايه و لا لأ… فقررت انقي احسن ما في سابقة اعمالي.. و احطه في برتفوليو واحد.. وفي آخره الشغل اللي كنت عملته مع ادارة المنتجات الاستهلاكية…


و بصيت علي النشرة الجوية عشان اعرف حالبس ايه… و هنا تدخل القدر : الجو في مارس .. في نيويورك .. من اشد الاوقات بروده بشكل عام..انما سنتها جت موجة حرارة غير عادية.. ابتدت يوم الاتنين بالليل.. حسيت انها جاية من مصر مخصوص عشاني ! فطلعت بدلة صيفي جبردين.. هي البدلة الوحيدة عندي اللي بحالتها.. لاني كان بقالي تلات سنين ما باشتريش لبس جديد.. و هدومي اللي جايبها معايا كلها قدمت و دابت.. فغسلتها و كويتها.. و اشتريت لها قميص بولو بسيط.. فبقي الموضوع تمام… و قضيت السهرة باحسوك في كل حاجة.. و لمعت الجزمة .. و نقيت الشراب بعناية.. و دخلت نمت بدري و ظبطت المنبه علي الساعة ٤:٣٠ صباحا..


صحيت قبل المنبه طبعا.. نفس احساس التطلع للمغامرة.. بتاع يوم ما زوغت من المدرسة عشان اروح فيلم "كتاب الادغال".. نفس المغص الخفيف .. نفس الترقب..! لبست في هدوء من غير ما اصحي مراتي .. لاني ما كنتش قايل لها حاجة.. هي مش ناقصة احباط بعد المدة وخيبان الامل و المعاناة دي كلها… انما سيبت لها رسالة صغيرة .. باقول اني رايح اقدم في شغل.. و ربنا يسهل.. بس.


و اخدت حاجتي و خرجت من البيت و انا مستغرب الجو الصيفي الجميل.. و احنا كان لسه عندنا تلج متكوم في الشوارع الاسبوع اللي قبله..! الساعة ٥:٣٠ كنت واقف علي محطة الباص اللي في آخر الشارع.. و الساعة ٥:٤٠ جه الباص في ميعاده.. لسه فاكر الغنوة اللي كنت با دندنها و انا في طريقي لنيويورك.. علي قد الشوق اللي ف عيوني… "صابر و عمري.. ايامه تجري.. و ناسي روحي… اللوم رضيته .. و اللي جنيته.. سهدي و جروحي…!" نزلت من الباص في موقف شارع ٤٢ .. و ركبت تاكسي ) عشان ما اوجعش دماغي.. و اوصل مستريح و نشيط..( و الساعة ٧:١٥ كنت في صالة الانتظار للإنترڤيو… فيها كراسي مرصوصة.. امامهم خشبة مرتفعة كانها مسرح صغير.. و يافطه صغيرة بتقول: "الدخول باولوية الحضور.. من فضلك خذ اقرب مكان من امام الصالة"…


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها

ما كنتش اول واحد.. كان قصادي ٦ او ٧ انفار تانيين.. باين عليهم من منهاتن… و قعدت في الصف الامامي زيهم.. و علي ما جت الساعة تسعة.. ميعاد البداية.. كانت الصلة اتملت.. حوالي ١٢٠ شخص…! و طلع علي الخشبة واحد من الناس بتوع ديزني.. و عمل وصلة stand-up comedy صغيرة عشان يلطف الجو.. مضمونها اننا حا ندخل الي المقابلات في مجموعات من خمس افراد… و كل الناس تنقل في الكراسي اللي فضيت..عشان نحافظ علي الدور … و كنت في تاني مجموعة.. فدخلت الساعة ٩:٢٠ لصالة تانية.. فيها سيدة قاعدة علي مكتب و قصادها مجموعة كراسي تانية.. فقالت لنا اننا بالدور نسلمها السير الذاتية و الكروت الشخصية و نستني لغاية ما يندهوا اسامينا…


و اتنده اسمي.. و من الباب الخلفي للصالة شوفت واحدة ماسكة في ايدها السيرة الذاتية بتاعتي.. ايه الامورة دي : كانت نسخة طبق الاصل من الممثلة "ريني زيلويجار" )هم كلهم حلوين كدة..؟( و شاورتلي بإبتسامة علي مكتب صغير في قاعة تالتة.. و قعدت و قالت لي "إتفضل..!" طبعا .. فوق اني كنت متحمس للعمل مع الناس دي.. وجود بنت حلوة ما يضرش خالص.. بيخللي الواحد يبقي مطقطق و ظريف بشكل تلقائي.. ففرجتها علي شغلي.. و قولت لها اني مهتم بحاجات كتيرة .. منها العمارة و التصميم و الرسم و المسرح و الجرافيك.. و ان ده كان دايما سبب اني ابقي باقدم في اي مكان و انا حاسس ان جزء صغير مني هو اللي بيتعيّن.. انما ان ايماچينيرنج هي الشركة الوحيدة اللي ممكن تستفيد من كل جوانب اهتماماتي.. و قولت لها كمان اني اشتغلت شوية مع ادارة المنتجات الاستهلاكية بتاعتهم .. فلما لاقيتها باين عليها الاهتمام.. قررت استعمل الضربة القاضية.. و روحت فاتح اللوحة الكبيرة اللي شوفتوها من تلات ايام… اللي فيها مسيرة شخصيات ديزني


"تيري" )و ده اسمها( كانت من نوع الستات اللي بشرتهم فاتحة قوي.. فلاقيت و شها بقي وردي و صدرت منها صرخة صغيرة .. غير الابتسامة الا ارادية اللي ظهرت علي وشها.. و اخدت اللوحة و قالت لي و هي داخلة علي حجرة تانية : "خليك زي ما انت .. ثواني و ارجع لك..!" و خرجت .. و سمعتها بتقول لزملائها : "اصطدت سمكة كبيرة..!" و سمعتهم كلهم ملمومين علي لوحتي و عمالين يتغزلوا فيها… فعرفت ان السنارة غمزت !!! رجعت "تيري" لي و قالت: "عاوزينك ترجع بكره.. بميعاد بقي.. عشان تقابل حد اعلي مني.. يناسبك الساعة كام ؟" فاتفقنا علي الساعة ٩:٣٠ ولميت حاجتي فقالت لي بابتسامة : "هات معاك كل الحاجات دي بكرة… بس ما تنساش انك اللقية بتاعتي..!"


و نزلت من الهوتيل.. ولاقيت طابور المتقدمين واصل للباب الخارجي .. و لافف حوالين المبني ! روحت و انا دماغي بتزن.. و مسكت نفسي قدام مراتي.. و قلت لها اني مضطر ارجع تاني بكره.. و لسه ما اعرفش حاجة… و قضيت باقي اليوم باعمل حاجات منزلية عادية جدا .. و بالعب مع شريف إبنى.. و ما اليه.. و رجعت تاني يوم.. قبل ميعادي بشوية.. فلاقيت في الصالة ناس تانية.. مستنيين مواعيدهم هم كمان.. فقال لي واحد منهم : "انت المصري.. اللي عمل اللوحة بتاعة الشخصيات.. مش كده ؟" فقلت له :"ايوة" فرد بابتسامة : "اتطمن.. حا ياخدوك.. انا كنت في المقابلة امبارح.. ساعة ما كل الناس قامت تتفرج علي شغلك.. بصراحة.. انت عقدتهم..!"و فعلا.. في المقابلة دي.. قابلت مديرة القسم الفني الإدارية.. و قالت لي : "تقدر تكلم مراتك علي موضوع الانتقال لكاليفورنيا… انت فنان موهوب.. واحنا يهمنا انك تكون عضو في الفريق..! انتظر مننا اتصال..لانك لسه قدامك مجموعة لقاءات مع ناس متخصصة بقي.. في لوس انجلوس.." 


و بعدها بشهر و نص )طبعا كان حا يطك لي عرق .. ( وصلت لي تذاكر سفر لكاليفورنيا علي الساحل الغربي.. و روحت و اخدت العربية اللي اجروها لي.. و سوقت لغاية مبني ايماچينيرنج.. و عملت خمس انترڤيوهات مع ناس مصممين هناك..و كل واحد يعصرني في اتجاه عشان يعرفوا انا بافكر ازاي.. و باحل مشاكل ازاي.. و مدي ثقافتي قد ايه.. و معلوماتي عاملة ازاي… و آخر لقاء كان مع "تيري" فسألتني : "عاوز تاخد كام ؟" فقلت لها اني عاوز اشتغل معاكم.. و اني مش طامع الا في اللي يسمح لي اعيش زي ما كنت عايش في مصر.. يعني حوالي خمسين الف في السنة… و اني عارف اني مع الوقت و لما تشوفوا امكانياتي.. حاخد مكاني اللي استحقه في الهرم الهيراركي.. فابتسمت و قالت : "ده رد ديبلوماسي جدا.. جميل!"


فقلت لها اني تعبت من الانتظار.. و عاوز اعرف امتي حا تقرروا.. فردت ان يوم الاتنين عندنا اجتماع للقرار النهائي.. فقلت لها: "طيب ارجوكي تكلميني فورا بعد الاجتماع .. !" فوعدتني.. و سافرت نيوچيرسي تاني يوم الصبح.. يوم الجمعة, و يوم الاتنين .. كنت حاموت من القلق.. و الساعه بقت ٨ بالليل.. و مافيش حاجة.. و افتكرت ان فيه فرق توقيت بين الساحل الشرقي و الغربي.. ٣ ساعات.. و رن التليفون الساعة ٨:١٥ مساء.. و كانت "تيري".. "آلو.. هاني.. ؟.. مبروك.. انت اتعينت في والت ديزني إيماچينيرنج ..!"


يمكنك قراءة الحلقة الرابعة من هنا


بقلم الفنان الراحل / هانى المصرى 

الفنان الراحل / هانى المصرى
الفنان الراحل / هانى المصرى 





هل اعجبك الموضوع :

تعليقات