إنتبه يا صديقى الفنان ... هناك نوعان من المعارض الفنية جـ 2/2

 

فى الجزء الاول من هذا المقال تناولنا بالتعريف المعارض التجارية و توصيفها أما النوع الثانى من المعارض فسوف نُطلق عليه المعرض الفنى و المعارض الفنية هى أول ما يقفز الى تفكيرى عند سماع كلمة جاليرى

و هى اماكن راقية لعرض الاعمال الفنية و لا تتواجد الا فى الاحياء الراقية و يصعب ان تجدها فى الاحياء الاقل رُقياً و ان كان ذلك ممكن احيانا, و غالباً يكون المعرض مستقر فى احد الشقق السكنية لذا فأنت مضطر ان تصعد إليه لتشاهد المعروض, و لكن أحياناً ما تجده مستقرا فى الدور الارضى مثل المعرض التجارى, و يتم من خلاله إقامة المعارض بشكل دورى بمعنى أنه يُعرض به اعمال لفنان ما او مجموعة فنانين كمعرض جماعى خلال فترة زمنية مُحددة ثم يتم رفع الاعمال لإستقبال اعمال الفنان التالى و هكذا, كما يقوم المعرض بعمل بعض الدعاية للمعرض المُقام سواء على مواقع التواصل الاجتماعى او بطباعة بطاقات ورقية بشكل انيق و جذاب و يتم وضعها فى مدخل قاعة العرض ليلتقطها الزوار اثناء دخولهم, كما يتم تبادل تلك المطبوعات بين قاعات العرض المختلفة كنوع من الاعلان بحيث يعلم الزائر بوجود المعارض الاخرى عند زيارة أياً منهم, و غالباً ما يتقاضى المعرض مقابل مادى من الفنان الذى يرغب فى عرض اعماله و اظن انه فى حالة كان الفنان العارض من الاسماء اللامعة فى عالم الفن التشكيلى يتم الاتفاق ما بين الفنان و الجاليرى على نسبة يتقاضاها الجاليرى على كل عمل يتم بيعه

 

و هذا النوع من المعارض الفنية غالبا ما يكون له توجه فيما يعرضه  و أنا هنا اقصد توجه فنى, بمعنى أنه ليس لان الفنان سوف يدفع فى مقابل عرض اعماله فإنه بالضرورة سوف يتم قبول اعماله للعرض, لا فليس هكذا تجرى الامور, و ذلك لان الكثير من هذة المعارض تنظر الى نفسها كمراكز ثقافيه تقوم بنشر إتجاه فنى مُعين, طبعا هناك انواع من تلك المعارض تقوم بعرض أى شىء من اجل المادة و انا عن نفسى استطيع ان اميّزها بسهولة و هو شىء لا يُعيب و لكنى فى نفس الوقت و من وجهة نظرى الشخصية انظر الى تلك المعارض بشكل اقل من المعارض التى تتبنى توجه خاص لما تعرضه, طبعا لا يفوتنى هنا ذكر ان بعض المنتفعين يأخذون المعارض الفنية الى شكل بالغ التدنى حيث يعلنون عن إقامة معرض (و الذى كثيراً ما يتضمن كلمة دولى, لا اعرف لماذا ربما لاضفاء الاهمية عليه و خداع المغفلين من المبتدئين و مُريدى الفن التشكيلى عديمى الموهبة) و تخصيص رسوم اشتراك لهذا المعرض و هذا هو مكسبهم الحقيقى بالطبع, ثم يقومون بتأجير أحد القاعات للعرض, و قد يخصصون بعض الهدايا التافهة فى نهاية المعرض (غالباً ما تكون مجرد شهادة ورقية مطبوعة) ان كان المعرض يتضمن مسابقة

ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها

 

طبعا لابد من ذكر ان المعارض و المؤسسات الفنية الحقيقة هى الاخرى تقوم بعمل مسابقات و لكن شتان بينهما فهذة الاخيرة لا تطالب الفنانين المشاركين بدفع اى رسوم مادية كما ان التقييم يكون على اساس جودة العمل الفنى و توجّه لجنة التحكيم أثناء اختيار الاعمال الفنية المقبولة, أيضاً المعارض الفنية يكون مُرتاديها من الفنانين سواء التشكيليين او غيرهم من المثقفين و الادباء و الشعراء و طبقة الاثرياء و سفراء الدول و الساسة و نجوم المجتمع

 

 المعارض الفنية لها قدرة اكبر من المعارض التجارية على تسويق معروضاتها خصوصا و انها تعرض اعمال النخبة و الموهوبين من الفنانين التشكيليين, و لهم وجود اقوى على مواقع التواصل الاجتماعى, و هم بالتأكيد على اتصال مع زبائنهم من مُحبى إقتناء الفنون, فالمنطق يقول ان كل من يرغب بالاقدام على الدخول فى عملية تجارة الفن يجب ان يكون له شبكة واسعة من العلاقات سواء من الفنانين او من محبى إقتناء الفنون التشكيلية, كما ان أثمان الاعمال الفنية لديهم تكون اعلى بكثير و ذلك لان الفكرة العامة المُتعارف عليها هى ان المعارض الفنية تعرض اعمال فنية حقيقية مبنيّة على فِكر و إبداع و محاولات دائمة للتجديد و الاكتشاف من قِبل الفنانين و هو ما ليس حقيقى من باب تحرى الدقة, فليس دائما كل المعروض يحتوى على فِكر و ابداع, ايضاُ من الملامح المُميزة فى المعارض الفنية إقامة الندوات و النقاشات الفنية لكبار المثقفين و الفنانين, كما ان بعضهم يقوم بدعم الفنانين باشكال مختلفة

 

و اذا كنا نتناول موضوع عرض الاعمال الفنية فلا نستطيع ان نغفل دور وزارة الثقافة او ما يُعادلها فى كل دول العالم المستقرة من خلال قطاعات الفنون التشكيلية الخاصة بها حيث تقوم بدور بارز فى دعم الفنانين باشكال مختلفة و التى من ضمنها إقامة المعارض الفنية لشباب و كبار الفنانين على حد سواء بهدف تشجيعهم و تعريف قطاع اكبر من مُحبى الفنون التشكيلية بأعمالهم, و لكن للاسف تصلنى الكثير من الاخبار بشأن وجود تجمعات بداخل قطاع الفنون التشكيلية و التى تكون من شأنها التحيز لاتجاه او حتى فنان بعينه و تجاهل آخرين, و لكن هناك دائما مكان للفنان الجاد الساعى نحو تحقيق هدفه سواء من خلال اجهزة الدولة او المعارض الخاصة او اى طريقة أخرى

 

بقلم الفنان / مروان جمال 

 

الفنان / مروان جمال