القائمة الرئيسية

الصفحات

سنوات كلية الفنون الجميلة جـ 1

 

تقديم


منذ سنوات وعقلى ووجدانى يلح على لأكتب مافى ذاكرتى من ايام الكلية ، بحلوها ومرها ، احلامها وطموحها وإنكسارها ، الجد والمرح والصداقة والحب والزمالة ، اكتشاف الدنيا بكل مافى هذه الكلمة من معنى ، ايامها الحلوة التى لاتنسى ، وايامها المُرة التى لاتُمحى .


سنوات كلية الفنون الجميلة جـ 1


وبالرغم مما فى هذه الذكريات من ايام جميلة وايام رائعة وايام انكسار لاتنسى ، إلا اننى كنت اتردد دائما واتراجع لما فى هذه الذكريات ايضا من مواجع عن بعض الناس ، وحقائق عنهم سيصدم فيهم من يعرفونهم ، ومنها ماسيتسبب فى صدمة مفجعة ، فكنت دائما اتراجع كى لا اسبب حرج لأحد ، خاصة ان هذه الشخصيات اغلبها قد توفاها الله ، ولكنى اعود وافكر و يأخذنى نصفى الآخر لمنطق مختلف ، وهو ان هذه الحكايات ربما تفيد القليل من الطلبة الذين يجدوا فيها قدوة لشئ ما ، او يجدوا ما اراه انا قدوة هو شئ لايجب ان يفعلوه فأكون ايضا افدتهم بشكل ما ، وربما يتجنبوا اخطائى الكثيرة التى فعلتها فى طريقى ، او ربما يكون مدعاة للتسلية والتذكرة لأصدقائى من دفعتى وهذا فى حد ذاته مكسب رائع ، وربما هى فضفضة ذاتية تريح صدرى مما هو فيه.



قررت ان اكتب بحرية وبلا قواعد وبلا هدف محدد ، ومتى سأتوقف لا أعرف ، ربما اجد الشغف لكتابتها كما اتذكرها كاملة ، وربما اتوقف فجأة ، ولكن هى خيالات وذكريات صلبة فى صدرى ووجدانى القيها هنا ، او بعض من شظاياه الموجودة داخلى ولاتبرحنى.



انا لا ادعى ابدا اننى شخصية هامة ، او فنان هام ، او ربما حتى مجرد فنان حتى احكى ذكريات وتهم احد ، ولكنى انسان إجتهد بإخلاص من وجهة نظره ، إختار طريق رآه صحيحا ثم اتضح انه خطأ ، واختار اشياء اخرى رآها صحيحة وكانت صحيحة ، فهى تجربته ، وربما اكون انسان هامشى حتى ، ولكنى اثناء تجربتى داخل كلية الفنون الجميلة بالزمالك مرّت بى اشياء وفعلت اشياء اصبو لأن اقصها لنفسى ولأصحابى واهلى ، ولمن يهتم او يريد ان يتسلى ، هناك الكثير مما سأحكيه ، والكثير ايضا سأخفيه لخصوصيته ....
سأقص احداث جرت فعلا لاخيال فيها ، وهذه رؤيتى ليها ، ربما يختلف معى بعض زملائى فى رؤيتهم ، وربما نتفق ، لهم منى كل المحبة والأعتزاز.


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها



الجزء الأول : البداية

اتذكر جيدا اول يوم رأيت فيه كلية الفنون الجميلة ، كان صيف 1974 لتقديم اوراقى للكلية بعد ان جائنى القبول من مكتب التنسيق ، وكانت صدفة ان العام الذى التحِق فيه بالكلية هو نفس العام الذى عدنا فيه الى مدينتنا الإسماعيلية بعد سنوات هجرة لمدة تزيد عن 6 سنوات بسبب حرب 1967 ، وقدِمت اليها مع اخى الكبير محمد (رحمه الله) من الإسماعيلية فهو يعرف القاهرة اكثر منى وقتها ، واحسست بالرهبة من المكان ، وقدمنا الأوراق الى شئون الطلبة وعدنا الى منطقة القللى للعودة الى الإسماعيلية فى سيارات البيجو ، ليحدث شئ خيالى كاد ينهى كل شئ فى حياتى نفسها.



ركبنا السيارة واكتمل العدد ولم يصعد السائق ، وتململ الناس ، واكتملت السيارة التى كانت بعدنا وانطلقت ونحن ننتظر ، ثم بدأت السيارة التى تليها فى تحميل الركاب ، تناوش الركاب مع سائقنا الذى كان يفطر و يشرب شاى ببرود ، فكان رده الى عاوز ينزل ينزل ويركب العربية التانية ، وهذا ماحدث فعلا وركبنا جميعا السيارة التى تليها وانطلقت فورا لأنها مكتملة ، كان الطريق الصحراوى الى الإسماعيلية فى هذا الوقت ضيق يتحمل فقط سيارة واحدة فى كل اتجاه ، وكان السائقين كالعادة يسيرون بسرعة رهيبة لايتحملها الطريق ، وقبل ان نصل لأول الطريق الصحراوى ، إذا بالسيارة البيجو التى كنا كنا فيها وتركناها تسير بجوارنا واسرع من سيارتنا والسائق يطلق الكلاكسات كأنه يغيظنا انه انطلق بعدنا لكنه سيسبقنا ويعوض الوقت ونحن الخاسرين ، حتى ان سائقنا تعجب وقال ربنا يستر عليه ، وفى منتصف الطريق بعد حوالى ساعة فى الطريق الصحراوى ، نجد سيارات واقفة على يمين الطريق والطريق مغلق ، لم يكن هناك لجان مرور فى هذا الوقت ، نزل سائقنا يستطلع لماذا نقف فهذا غير معتاد ، ليغيب قليلا ، ثم يعود وهو يتمتم لاحول ولاقوة الا بالله ، ليقول لنا ان السيارة التى كنا فيها وسائقها انقلبت ومات كل من فيها رحمهم الله ، سبحان الله ، عمر جديد مع الكلية.


لتبدأ الدراسة ، ويأتى اول يوم ، كنت اقيم بصفة مؤقتة ببيت خالتى رحمها الله بمنطقة الألف مسكن الى ان اجد لى سكن قريب من الكلية لأننى كنت قد قررت الا اسكن فى المدينة الجامعية ، ركبت مترو عبدالعزيز فهمى كما وصف لى ابن خالتى ونزلت محطة الإسعاف ، وكما نصحنى ركبت اول مواصلة تذهب فى اتجاه الزمالك ووصلت للكلية ، وكان هو اليوم الذى لاينسى فى ايام الكلية حيث احتفال الدفعات القديمة بالطلبة الجدد بكم من المقالب لاينتهى ، ثم اول لقاء بعد دوخة المقالب فى البرجولا (مكان مُظلل للجلوس و الراحة) فى ساحة الجامعة مع كل الدفعة ونبدأ فى التعرف على الوجوه والأسماء ، وكانت البداية ، بداية اهم 5 سنوات فى العمر ، وكنت حينها فى اول ايام عمرى التاسع عشر

يمكنك قراءة الجزء الثانى من هنا 

بقلم الفنان/ احمد زيدان

الفنان/ احمد زيدان
الفنان/ احمد زيدان




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات