القائمة الرئيسية

الصفحات

سنوات كلية الفنون الجميلة جـ 2

 

الجزء الثانى ، والحظ الكبير


ملحوظة : يمكنك قراءة الجزء الاول من هنا 

عندما تكون شابا يافعاً مهما كان مستواك فى الرسم وتلتحق بكلية الفنون الجميلة ، اول ماتشعر به وانت بين جدرانها واتيليهاتها وفنانيها وطلابها وعاقليها ومجاذيبها فى بدايات ايامك فيها ، وكانت فترة السبعينات هى فترة انتشار افكار الهيبز فى بعض شباب مصر وخاصة الذين يدرسون الفنون منهم فتجد حتى الغرابة فى بعضهم فى ملبسهم وتصرفاتهم ، تشعر انك ضئيل وسط هؤلاء ، وتنظر الى كل شئ حولك فى المستويات التعليمية الأعلى انها شئ كبير وانك لاتعرف كيف فعلوا هذا وهل ستفهم مايفعلوه ؟ 


كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان



وتشاهد طلبة يحملون لوحات فيها رسومات واشياء لاتفهمها وهم يتباهون بها ، تتسائل فى نفسك ، هل سأصل يوما ما الى هذا وسأفعل نفس هذا الفن العصى على الفهم منى ؟ وكلما مرت بك الشهور ، يقل هذا الفزع والخوف ، الى ان تدرك مع مرور الوقت ، ان كل ماكنت تراه ولاتفهمه ويسبب لك صدمة ، هو فى الغالب بالفعل لاشئ ، الا القليل جدا ، وتدرك ان هذا طالب متوسط ولايستطيع فعل اكثر من هذا وذاك الطالب ضعيف يهرب بفعل اى شئ ليبدوا وكأنه يبتكر او حداثى ، وهذا الذى يثرثر كثيرا إنما هو اجوف ، وتدرك مع الوقت من هم الطلبة الجيدين فعلا والذين هم مشاريع فنانين حقيقين ، وتميز مع الوقت بين ماهو حقيقى وماهو لاشئ ، وتبدأ فى فهم من انت وسط زملائك من نفس دفعتك كبداية لفهم نفسك بشكل عام.


كنا قد تعودنا نحن ابناء القناة (قناة السويس) طوال سنوات الحرب والهجرة ، على لقب المهجّرين ، فصل المهجّرين ، مقهى المهجّرين ، منطقة المهجّرين ، وسؤال انت من المهجّرين؟ ، وغيرها من المسميات للأماكن التى يتجمع فيها ابناء القناة المهجّرين ، فكان طبيعيا بعد ان التحقنا بالكلية ان نتقرب من بعضنا البعض بالرغم من انتهاء الهجرة ، فتعرفت على ابناء الإسماعيلية الأخوات العزيزات جدا مارى مريعزى ومنى الجمل ، وأحمد عبدربه وسيف الإسلام ، ثم ابناء بورسعيد والسويس ، وتبدأ الصداقات ، فتكون اول صديقة لى فى كلية فنون جميلة وطوال سنوات الكلية هى سميحة عبدالجليل ، بالرغم من انها دخلت قسم ديكور ، وتزداد دائرة المعارف والصداقة يوما بعد يوم.


وإذا كنت ذو حظ طيب مثلى فى هذا التوقيت ، سيضع الله فى طريقك من يكون عوناً لك فى بداية ايام الكلية وربما الى نهايتها وبعد ذلك ، وكان لى ثلاث حظوظ لا انساهم ابدا.


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها


انقسمنا فى مادة تصوير الى مجموعتين مجموعة “أ” وكنت فيها وكان يدرّس لنا فيها الأستاذ محسن حمزة المعيد فى هذا الوقت ، ومجموعة “ب” وكان يدرّس لهم فيها الأستاذ حامد الشيخ رحمه الله ، فكان اول حظ لى هو ان يدرس لى الأستاذ محسن حمزة (لم يكن هناك لقب دكتور بعد) ، كان حديث التخرج ولديه احلام وطموح وطاقة كبرى للتعليم بشكل صحيح كما يراه ، وكان استاذا فعلا منظما جدا وتعلمت منه الكثير جدا فى فترة اعدادى.


اما ثانى حظ ، فهو فى قسم جرافيك ، وبالرغم من تعدد اسماء الأساتذة والمعيدين الذين كانوا معنا مثل الأستاذ بشير والأستاذ جلال رحمهما الله ، إلا انه حدثت كمياء احمد الله عليها مع الأستاذ المعيد وقتها عوض الشيمى ، والذى بالرغم من اننى لم ادخل قسم جرافيك ، إلا انه له افضال كثيرة جدا علىّ ، تعلمت منه الكثير جدا وكانت علاقتنا مستمرة طوال ايام الكلية وكأنى ادرس معهم فى قسم جرافيك.


اما الحظ الثالث ، فهو حاتم الشربينى ، زميلى فى الدفعة ، لم نكن قد تعرفنا بعد ، والتقينا فى جلسة فى حديقة الأزبكية للتعارف بيننا كطلبة جدد ، وبإقتراح من الزميل سمير سلامة ، وبدأ كل واحد من المجموعة يشرح لماذا دخل كلية فنون جميلة وماهو هدفه ، وجاء دورى فبدأت اتحدث عن انى دخلت كلية فنون جميلة من اجل ان اصبح رسام كوميكس ، فأنا عاشق هذا الفن منذ الصغر ، واخى الكبير رسام كوميكس لكنه لم يدرس و هدفى الأحتراف فى هذا المجال ، فألتفت لى هذا الجالس امامى و النحيف (والذى كنت انا انحف منه) ، وبدا يسالنى بأنتباه ولهفة عن معرفتى برسامين الكوميكس ومجلة تان تان التى كنت احفظها واحفظ رساميها واحدا واحدا ، لأكتشف ان له نفس حلمى ، بل ونفس ثقافتى فى مجال الكوميكس ، ونسينا اننا وسط مجموعة وتحولت الجلسة بيننا الى جلسة ثنائية فى حالة فرح لكل منا انه وجد من يشاركه طموحه وحلمه ، ثم قدمته للأستاذ محسن حمزة ليضمه الى مجموعة “أ” بالرغم من انه فى المجموعة الأخرى ، واستأذنا المرحوم حامد الشيخ والذى وافق فورا بأدبه وذوقه المعروف عنه ، ومنذا هذا اليوم والى الآن ، لايزال حاتم الشربينى توأمى فى كل شئ تقريبا ، حتى فى قصص الفشل .

واتشرف اننى الى اليوم لازالت تربطنى علاقات حميمة افتخر بها بأستاذى الدكتور محسن حمزة وأستاذى الدكتور عوض الشيمى ، وفى بعض الحكايات ربما يتضح لماذا هم اهم 3 حظوظ لى فى كلية فنون جميلة.


يمكنك قراءة الجزء الثالث من هنا


بقلم الفنان / أحمد زيدان 
الفنان / أحمد زيدان
الفنان / أحمد زيدان 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات