القائمة الرئيسية

الصفحات

عين يوسف شاهين و رغبة الفنان فى التجديد !

 


كنت أراقبها و هى تتجول فى المعرض و كانت تستغرق تقريباً نفس الوقت عندما تتوقف لمشاهدة اى عمل من اعمالى الفنية و التى كانت عبارة عن وجوه كاريكاتوريه مُعلقة على جدران قاعة العرض لمشاهير الفن, و ها هى تقترب من رسمة بورتريه قمت برسمها للمُخرج المصرى الاشهر يوسف شاهين, كنت أعرف مسبقاً ما سوف يحدث و أتوقعه, و بالفعل إلتفتت ناحيتى و قد بدت على وجهها علامات الحيرة و عدم الفهم ثم سألتنى قائلة : هو عينه حمرا ليه ؟


بورتريه كاريكاتير للفنان يوسف شاهين
بورتريه كاريكاتير للفنان يوسف شاهين


كانت هذة الفتاة هى إحدى رواد معرضى الثانى لفن الكاريكاتير بورتريه و الذى أقمته بـ أتيليه القاهرة, لا أتذكر تحديداً كيف أجبت على هذا السؤال سواء لها أو لغيرها و لكنى أتذكر ان إجابتى لم تكن واضحة, ربما لان الاجابة من الاصل لم تكن واضحة بالنسبة لى, فـ كل ما كنت متأكد منه أثناء عملية الرسم هو أنى كنت مُستمتع للغاية كما أوضحت فى مقال حكاية وجه و كانت خبرتى تزداد مع كل رسمة تخرج من تحت يدى و كان الامر يزداد سهولة برغم انه فى بدايته كان فى غاية الصعوبة, و كان هذا بالتحديد مع بورتريه للممثل الامريكى جورج كلونى و الذى يمكنك ان تشاهده من هنا مع مجموعة من الفنانين العالميين, إلا أنه و بالممارسة و الاستمرار أصبح الامر سهلاً, بل و ممتعاً, و هذا ما شعرت به بوضوح أثناء رسمى للفنان نجيب الريحانى و الذى يمكنك ان تشاهده من هنا مع مجموعة من الفنانين العرب 



و لكن للاسف تتطور الامر و لم يتوقف عند حد المتعة بل بدأ يتسرب بداخلى إحساس بالملل بعد أن اصبحت متمكّن من قدرتى على إحداث المُبالغة بدون ان افقد ملامح الشخصية و هو ما أظنه غاية المطلوب فى فن الكاريكاتير بورتريه فـ بدأت أحاول ان اكون اكثر جرأة بهدف محاربة الملل كى يتراجع فتجسّدت تلك الجرأة بأوضح أشكالها فى بورتريه للفنان رشدى أباظة حيث قمت فى خطوة واثقة بوضع وجهه فى شكل قالب اقرب ما يكون للمثلث كما ستُلاحظ ذلك من بين مجموعة الفنانين العرب 



ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها



و ظلت حاجتى الى الجرأة تزداد و بدأت افقد ذلك الاحساس بالتوتر و الذى لا أعرف كيف اصفه بدقه و لكنه كان إحساس يجبرنى على إخراج الاعمال الفنية بشكل معين به نوع من الالتزام المشوب بالخوف لا يميل الى الجرأة و التحرر برغم توافر عوامل الدقة و الاتقان فيه و لكن بالممارسة المستمرة ظل هذا الاحساس يتراجع رويداً رويداً حتى وصلت لأن قُمت بـ إحداث تلك المغامرة الصغيرة حين كنت اعمل على بورتريه يوسف شاهين و قررت أن أرسم إحدى عينيه فقط باللون الاحمر, حتى أنى لم أكن أقصد من وراء ذلك اى معنى رمزى, كانت فقط نوع من المغامرة و كنت اعلم مُسبقاً بأن الكثيرين سوف يسألوننى عن سبب ذلك 



و فى النهاية أريد ان أهديك نصيحة عزيزى القارىء إن كنت من مُحبى مشاهدة الفن التشكيلى و هى أن ما استوضحته عن نفسى (و بالتأكيد هذا موجود عند غيرى من الفنانين ) من خلال تلك التجربة هو رغبتى فى المزيد من التحرر و التجديد عند ممارسة الفن, لذا حاول ان تتفهم دوافع الفنان و رغبته فى التجديد عند مشاهدة اعماله, أما إن كان القارىء ممارس للفن التشكيلى فـ أود ان أهديه نصيحة مختلفة من خلال تجربتى و هى أن الرغبة فى التجديد إذا أصابت الفنان فيجب أن تأتى مصاحبة للقدرة على التجديد و القدرة على التجديد تأتى نتيجة المجهود المُستمر و الاصرار على المُضى قُدماً, فـ الرغبة بدون قدرة أظنها لن تُنتج سوى عملاً ضعيفاُ لا يُضيف لصانعه, و أعتقد ان تلك الرغبة الجامحة فى التجديد كانت واحدة من اهم الاسباب التى ادت إلى ظهور مدارس الفن المختلفة, و السلام ختام .   


بقلم الفنان / مروان جمال


 و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع 



الفنان / مروان جمال 



 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات