القائمة الرئيسية

الصفحات

سجال حول جدارية في مترو القاهرة مسروقة من فنان روسي

 

اختلط على الرسامة المصرية التمييز بين الفن الفرعوني والإغريقي


أثارت لوحة جدارية تزين إحدى محطات مترو القاهرة السجال حول أصالتها، بعد أن تم الكشف عن استنساخ الجانب الأكبر من عناصرها المرسومة من عمل لفنان روسي. كانت البداية حين نشرت الفنانة ومصممة الغرافيك المصرية غادة والي عبر صفحتها على فيسبوك، مجموعة من الصور الفوتوغرافية لعدد من الجداريات المنفذة لبعض محطات مترو القاهرة. نشرت والي هذه الصور احتفالاً بقرب افتتاح عدد من المحطات الجديدة في مسار الخط الثالث لمترو الأنفاق. تولت الرسامة المصرية عبر شركة التصميم الخاصة التي أسستها هي وأختها ياسمين والي وضع التصميم البصري لعدد من محطات المترو بتكليف من الشركة المشغلة للخط الثالث لمترو الأنفاق. حرصت والي في وضع تصاميها للمحطات الجديدة أن يكون لكل محطة طابعها الخاص والمميز، وهو عُرف متبع في وضع التصور البصري لمحطات مترو القاهرة منذ إنشائه في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.


غادة والى



استُلهمت الجداريات التي نفذتها والي من التاريخ والثقافة المصرية أو من طبيعة المكان، وقد قوبلت الصور التي نشرتها في البداية باحتفاء من قبل متابعيها. كان يمكن للأمر أن يمر مرور الكرام، لولا أن انتبه بعض المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التشابه الكبير بين رسوم إحدى هذه الجداريات وأعمال الفنان الروسي جورجي كوراسوف، وهو فنان معاصر من مواليد عام 1958. تتسم أعمال كوراسوف بألوانها الصريحة، ومعالجاتها الهندسية الحادة. مع قليل من التدقيق اتضح أن كثيراً من العناصر التي استخدمتها والي في جداريتها مستنسخة من إحدى لوحات كوراسوف، مع بعض الإضافات والمعالجات اللونية.



أثار الأمر استياء العديد من الفنانين والمتابعين، فالجدارية المشار إليها تحتل موقعها داخل إحدى محطات مترو القاهرة، وهو مشروع قومي وواجهة بصرية لا يصح التعامل معها بهذا القدر من الاستخفاف. لا يستدعي الأمر بطبيعة الحال النقل أو الاستنساخ من أعمال الغير لتنفيذ جدارية مهمة كهذه، فهناك العديد من الفنانين والمصممين المصريين القادرين على وضع تصوراتهم التصميمية الأصيلة، ولن يفتقدوا مصادر الاستلهام بالطبع. اللافت هنا أن الجدارية المشار إليها تعتمد على إبراز الطابع المصري القديم، ومن الغريب أن يلجأ فنان مصري، إذا ما أراد الاستلهام من الرسوم المصرية القديمة، إلى تجربة فنان روسي، ومن حوله كل وسائل الاستلهام المتاحة، والتي يمكن أن ينهل منها كيفما شاء.



ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها




لا يعدو الأمر على ما يبدو نوعاً من الاستسهال، أو ربما التوفير في الوقت والجهد. ولكن ينسى أصحاب هذه السلوكيات أن فضاء الإنترنت يقلص المسافات، ويتيح البحث والمقارنة، مما يسهل التعرف على الزائف والأصلي من هذه الأعمال. إن واقعة كهذه من شأنها أن تصيب المئات من خريجي الكليات والمعاهد الفنية في مصر بالإحباط، كما كتب أحدهم معلقاً، فمصر لا تفتقر إلى الكفاءات والمواهب القادرة على وضع تصاميم متفردة وأصيلة. وليس أدل على ذلك من مشاريع الجداريات التي تُزين العشرات من محطات مترو الأنفاق الأخرى.



لم يتوقف الأمرعند هذا الحد، فقد دخل الفنان الروسي نفسه على خط السجال معلناً عن استيائه هو الآخر من توظيف عمله من دون إذن منه في تجميل مترو القاهرة. واللافت هنا أن الفنان الروسي قد صرح كذلك لأحد المواقع الإخبارية المصرية أن عمله الذي تم النقل منه، لم يكن مستلهماً من الفن المصري القديم، بل من ملحمة هوميروس، ولكن يبدو أن الفنانة صاحبة الجدارية قد اختلط عليها الأمر. في الوقت الذي ينتظر كوراسوف رداً رسمياً من قبل الشركة المشغلة لمترو الأنفاق، أو من صاحبة الجدارية، لم يصدر تصريح من أي جهة حتى الآن يوضح حقيقة ما حدث، واكتفت الفنانة غادة والي بغلق التعليقات على صفحتها، نظراً للهجوم والأسئلة الموجهة لها حول الجدارية.


الإشكالية هنا تكمن في كيفية التعامل مع هذه الجدارية، فالأمر بإزالتها ينطوي على صعوبة بالطبع، وهي ليست صعوبة فنية بقدر ما هي إجرائية ومكلفة. كما أن دخول الفنان الروسي على خط السجال حول الجدارية قد يفتح الطريق للمطالبة بتعويض مادي. لا يزال النقاش حول الجدارية مستمراً، وقد يتحول إلى أمور أخرى متعلقة بالأسلوب المتبع في تجميل المساحات العامة في مصر، بإسنادها إلى أشخاص أقل كفاءة وموهبة، كل مقوماتهم أنهم قريبون من الدوائر الرسمية المكلفة بتنفيذ هذه المشاريع. 


و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع 


بقلم / ياسر سلطان 

ياسر سلطان 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات