نظرة على لوحة مدام إكس

حقائق حول اللوحة

 اللون و الضوء 

التكوين 

ضربات الفرشاة 

نصائح هامة

ها هى بعض الحقائق حول هذا العمل الفنى - كانت فيرجيني غوترو (موضوع اللوحة) زوجة لرجل أعمال ثرى يدعى بيير غوترو, وُصفت بأنها "ذات جمال إحترافى" ، و هو مصطلح باللغة الإنجليزية للأشخاص الذين استخدموا مهاراتهم الاجتماعية و مظهرهم لكى يتقدموا و يرتقوا اجتماعيًا . 

- لم تكن اللوحة عمولة (بناء على طلب العميل)، بل كانت طلبًا من سارجنت لرسم الشابة الاجتماعية, كتب سارجنت في رسالة إلى صديق مشترك: "لدي رغبة كبيرة في رسم صورتها ولدي سبب للاعتقاد بأنها ستسمح بذلك وأنتظر شخصًا ما ليقدم هذا التكريم لجمالها ... لعلك تخبرها بأننى رجل ذو موهبة رائعة." 

 (يمكنك أن تلاحظ أن سارجنت لم يكن خجولًا بشأن قدراته الرائعة). 

وافقت مدام غوترو في النهاية على ان تجلس لكى يرسمها سارجنت الذي أنشأ العديد من الدراسات استعدادًا للعمل الرئيسي, أجريت هذه الدراسات بالقلم الرصاص و الألوان المائية و الوان الزيت بعدة أوضاع مختلفة. 

شعر سارجنت بالإحباط بسبب جمالها الذى يبدو و كأنه غير قابل للرسم بسبب كسلها, فقد سئمت من الجلسات الطويلة مع سارجنت وكان عليها مواكبة ارتباطاتها الاجتماعية المنتظمة, و انتهى الأمر بأن تأخذ اللوحة من سارجنت حوالي عامين حتى تكتمل . 

تم عرض اللوحة في عام 1884 و كانت بحجم 82 × 43.25 بوصة و كان يُفترض أن اللوحة خطوة قوية سوف تدفع مسيرة سارجنت المهنية في رسم البورتريه الى الامام, لكن اللوحة قوبلت بالنقد و الجدل, في ذلك الوقت كانت اللوحة تعتبر جنسية بشكل مفرط واستفزازية، و يرجع ذلك في الغالب إلى حزام الكتف فى الفستان الذى لم يكن موجود كما في الدراسة أدناه و لكن يبدو انه قد أضافة لاحقاً فى العمل الاصلى .

حاول سارجنت إخفاء هوية مدام غوترو و قام في الأصل بتسمية اللوحة Portrait de Mme ***. و لكن مع كل الجدل الدائر حول اللوحة سرعان ما أصبحت هويتها معروفة بشكل عام, شعرت عائلة غوترو بالحرج من هذا وطلبت سحب اللوحة من الصالون و لكن رفض سارجنت ، قائلاً إنه رسمها "تمامًا كما كانت ترتدي ، و أنه لا يمكن قول أي شيء عن اللوحة القماشية أسوأ مما قيل " 

بسبب الجدل غادر سارجنت باريس متوجهاً إلى لندن وأبقى اللوحة في مرسمه هناك على الرغم من أن اللوحة كانت في البداية انتكاسة لسارجنت في باريس إلا أن شعبيته استمرت في النمو فى إنجلترا و أمريكا . 

تم بيع اللوحة في النهاية إلى متحف متروبوليتان للفنون، بعد وقت قصير من وفاة مدام غوترو اللوحة لا تزال فى ذلك المتحف . 

وقفت مدام غوترو لاحقًا أمام إثنين من الفنانين: غوستاف كلود إتيان كورتوا في عام 1891 و أنطونيو دي لا غاندارا في عام 1898 و كان هذا الأخير هو المفضل لديها .

 إلتزم سارجنت بألوان محدودة فى هذا العمل الفنى لذا تميزت هذة اللوحة بألوان دقيقة من البني و الرمادي و الأسود . 

هناك تباين قوي بين ألوان البشرة الفاتحة و الناعمة و الالوان الداكنة مما يفرض وجود البني والأسود في باقي اللوحة تُعرف هذه التقنية باسم chiaroscuro (والتي تعني "الضوء الغامق"). لاحظ أيضًا مدى وجود معظم الألوان الفاتحة حول الوجه ثم تصبح أكثر قتامة و أنت تتجه نحو أسفل اللوحة, يساعد ذلك في تركيز انتباهك على الجزء العلوي من اللوحة. 

لمزيد من الايضاح انظر الى الصورة أدناه, هذه نسخة مبسطة من اللوحة بقيمتين فقط الأبيض و الأسود, يمثل الأبيض الأضواء والأسود يمثل الظلام, هذةالصورة االمُبسطة توضح كيف تم استخدام الألوان الفاتحة في الغالب لألوان البشرة، وفي الغالب تم استخدام الألوان الداكنة لكل شيء آخر . 

.

كانت السمة الرئيسية لمظهر مدام غوترو هي بشرتها الشاحبة, كانت معروفة أيضًا بأنها تضع مسحوق الخزامى (مسحوق تجميل) الذي يجعل مظهرها ناعماً, لطلاء درجات لون البشرة الشاحبة استخدم سارجنت مزيجًا من الأبيض الرصاصى و الوردي و الفريمليون و الفيرديان والأسود, الألوان فاتحة و لا توجد تغيرات قوية في لون بشرتها (باستثناء ملامح وجهها) على وجه الخصوص، لاحظ كيف رسم سارجنت خط العنق بأقل تغيير في اللون . 

ألوان البشرة الناعمة مع الألوان تُحدث تضاد مع الظلال الدرامية المستخدمة في بقية اللوحة، لا سيما الفستان الأسود الحريري, فمن ناحية لديك ملامح الوجه الدقيقة التي تم تصويرها بدون أي شيء سوى تغييرات طفيفة في اللون ومن ناحية أخرى لديك الأسود والرمادي اللذان يُظهران التقلبات و الانعطافات في الفستان. 

من حيث التكوين من الواضح أن النقطةالمحورية هي مدام غوترو، لكن سارجنت ضمّن أيضًا طاولة على الجانب الأيسر تضع يدها عليها و هذة الطاولة تُضيف مُحتوى إلى المشهد كما أنها تكسر المساحة السلبية و التى هى الخلفية حتى لا تكون كبيرة بشكل مبالغ فيه, و هى أيضاً ضمان أن لا تبدو اللوحة مركزية للغاية .

 رُسمت السيدة غوترو وذراعها ممتدة للخلف وتستريح على المنضدة و الذراع الأخرى مسترخية في مقدمة جسدها, يمكنك أن ترى أوضاعًا مماثلة في بعض دراسات سارجنت التي أدت إلى رسم هذه اللوحة, يبرز هذا الوضع المنحنيات العامة وخطوط الجسم مما يجعلها تبدو أكثر استرخاءً و طبيعية . 

هناك توازن ممتع بين المساحة الموجبة و السالبة حيث تكون المساحة الإيجابية هي السيدة و الطاولة و المساحة السلبية هي الخلفية البنية الصلبة, تشغل المساحة الإيجابية مساحة أقل في اللوحة لكن لها تأثير أكبر من الخلفية . 

هناك أيضًا رابط مثير للاهتمام بين المساحة الإيجابية و السلبية(أو المقدمة و الخلفية) حيث يذوب الفستان الأسود في الظلال على الأرض . 

أخيرًا و فيما يتعلق بموضوع التكوين، لاحظ الاستخدام القوي للخطوط حول موضوع اللوحة, هناك حافة قوية للغاية تفصل بين لون البشرة الناعم والخلفية البنية الصلبة, هذه الحافة أقوى على الجانب الأيمن، مما يشير إلى أن مصدر الضوء الرئيسي موجود أيضًا على هذا الجانب, بينما لا توجد اى خطوط تقريباً فيما يخص بشرتها بخلاف ملامح الوجه الحساسة و هذا يبرز شحوب بشرتها و نعومتها.

بشكل عام فإن رسم الفرشاة في هذه اللوحة دقيق و ذو طابع رسمي, حتى الخلفية تفتقر إلى أي ضربات فرشاة مرحة و مريحة مع اختيار سارجنت لخلفية صلبة وأكثر رسمية . 

تم رسم وجه السيدة والجزء العلوي من جسمها بعناية و نعومة فائقة مع انتقال سلس بين الضوء والظل, فالعمل هنا يفتقر إلى ضربات الفرشاة الواضحة التي يمكنك رؤيتها في العديد من لوحات سارجنت الأخرى . 

تنتقل اللوحة بين مساحات كبيرة ذات ضربات فرشاة بسيطة مثل (الخلفية و أعلى الطاولة و الأرض ومعظم الجزء العلوي من جسمها) و بين مساحات صغيرة من ضربات الفرشاة المعقدة مثل (ملامح الوجه وأجزاء من الفستان و اليدين و أجزاء من الطاولة) . 

بالنسبة إلى لسعة الاضاءة على الطاولة يبدو كأن سارجنت قد سحب لونًا فاتحًا فوق لون داكن و هى تقنية تُعرف باسم (التخثر ) scumbling. 

لاحظ كيف لم يحاول سارجنت رسم الشعر كخيوط فردية بل قام برسم مساحات الألوان العامة لشعر السيدة ثم أضاف بعض الخطوط الفاصلة . 

استخدم الدراسات للمساعدة في التحضير لأعمالك الفنية, فقد أكمل سارجنت العديد من الدراسات في الفترة التي سبقت هذه اللوحة واستكشف الوسائط المختلفة و الأوضاع و التكوينات . 

لا تقلق كثيرًا بشأن الآراء السلبية للآخرين فحتى سارجنت العظيم تعرض لانتقادات شديدة بسبب ما اعتبره أحد أفضل أعماله . 

قدّم سارجنت مثال عملى على ما هو ممكن بمثل هذه المجموعة المحدودة من الالوان فلقد اعتمد في الغالب على تباين القيمة في هذه اللوحة. 

مع رسم العمل الفنى حاول التأكيد على منحنيات وخطوط الجسم, سيجعل ذلك رسوماتك تبدو طبيعية و واقعية أكثر مما لو استخدمت أشكالًا وخطوطًا صلبة . 

فى النهاية ارجو ان تكون أستفدت من المقال

ترجمة الفنان / مروان جمال