القائمة الرئيسية

الصفحات

 

 

بدأنا  الجزء الاول من هذا المقال بلقائى مع الدكتور هشام قنديل و الذى دارت أسئلته حول جاليرى ضى و تاريخ إنشاءه, كما أخبرنى بالكثير عن مهرجان ضى للشباب العربى, و ها نحن نستكمل الجزء الثانى و الاخير و الذى تدور أسئلته بشكل عام حول علاقة الفنان بالجاليرى و أشياء من هذا القبيل .



جاليرى ضى



-سألته قائلاً ما هى الفائدة التى تعود على الفنان عندما يعرض أعماله من خلال الجاليرى ؟


إذا كان شاباً يعرف الجمهور إسمه و يستمتع بأعماله, فمثلا يمكنك ان تسأل ما الفائدة التى تعود على الشاعر عندما تُنشر قصيدته, فليس شرطاً ان يكون مردود مادى بحت فهو يستمتع بأن يكون له جمهور و روّاد, و كذلك الفنان عندما يبدأ فى الظهور و يعرفه الجمهور يمكن ان يبيع أعماله حيث تطلبها الناس و يستفيد مادياً, فإذاً هناك فائدة معنوية و أخرى مادية, فهو يتم تعريفه لدى الناس و يُنمّى الذائقة البصرية للمجتمع ثم بعد ذلك تاتى الفائدة المادية من خلال المعارض الشخصية و يلمع فى مجال الفن .


-هل يتوجب على الجاليرى أن يأخذ إتجاه معين فيما يعرضه و لماذا نجد الكثير من الجاليريهات تقوم بذلك ؟


لا أخفيك سراً ان بعض المعارض تأخذ إتجاه معين و هذا حقها و لن نُصادره, و لكنى أتمنى ان يكون كل جاليرى مفتوح على جميع الاتجاهات, و ان يستوعب جميع الاتجاهات الجادة و ليس اتجاه واحد معين, فمثلا لا يجب ان اعرض للفنانين التجريديّين فقط أو أهمش الفنانين الواقعييّن, بل يجب ان اكون مفتوحاً كجاليرى على جميع الاتجاهات الجادة فقط .




-ما هى الاساسيات التى يجب ان تكون موجودة عند الفنان حتى يُنظر له بعين الاعتبار و يتم إختيار أعماله للعرض ؟


يجب ان يكون فى بدايته قوى و مسيطر على أعماله من الناحية الاكاديمية و يكون لديه مهارة جيدة, و اكثر شىء هو الخصوصية و ان يكون شخصية متميزة و ان يكون صاحب بصمة و متفرد فيستمر بشكل جيد, أما من يرسم جيداً و لكنه نسخة من أقرانه او من الفنانين الكبار فـ لا, الفنان يجب ان يكون مُتمرد حتى على تعاليم أساتذته, فبعد ان يمتلك أدواته يجب ان يكون له اسلوبه الخاص و مُتفرد فى كل ما يقدمه .




هل يجب ان يكون لدى الفنان عدد معين من الاعمال الفنية حتى يستطيع ان يعرض أعمال ؟


ليس شرطاً, و لا يجب على الفنان ان يجبر نفسه على عدد معين, فلو اجبر نفسه على عدد معين لان لديه معرض فلن تخرج اعماله بنفس الصدق, فعندما يتكوّن لدى الفنان مجموعة من الاعمال تمت بعفوية و تلقائية و صدق يقوم بعمل معرض, فيوجد فنانين عدد انتاجهم قليل و لكنها اعمال رائعة و يوجد فنانين لديهم غزارة فى الانتاج و لكن اعمالهم متواضعة, فليس شرطاً .





هل الاعمال التى تحتوى على موديل عارى تقابل نوع من الاعتراض سواء من قبل الجمهور او من قبل جهة ما ؟


بالنسبة لنا لم نواجه مشاكل, يوجد فنانين يعرضوا الموديل العارى و نحترمهم جدا, مثل الفنان وليد عبيد حيث يرسم اعمال بها عُرىّ و لكن لا يوجد به أى إبتذال, فلو هناك اى عُرىّ به إبتذال او جنس فأنا ضده, إلا اذا كان العمل يوجد من وراءه قضية او هدف كالفنان وليد عبيد عندما يتعاطف من خلال اعماله مع بنات الليل و ظروفهم الاجتماعية, اما إذا كان العمل المُقدم به جانب من الاباحية فأنا ضده و لا أقوم بعرضه, فنحن لا نجد إعتراض من الناس و لكن بالطبع هناك بعض المُتخلفين ينظرون للموضوع على انه ضد القيم, و لكننا مع القيم و لو كان هناك شىء ضد القيم فنحن بشكل طبيعى نستبعدها, فالعُرىّ عموماً ليس ضد القيم, فطلبة كلية الطب يدرسون من خلاله التشريح .

 


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها

 



ما هى الطريقة المُتعارف عليها  فى الدخل المادى للجاليرى إذا تم بيع اعمال الفنان ؟


أى جاليرى فى العالم يأخذ نسبة تتراوح من ثلاثين الى خمسة و ثلاثين بالمئة من قيمة العمل ثم يُعطى الفنان بقية قيمة العمل فى نفس الوقت طالما تم تحصيل قيمة العمل.




هل يحدث أن يشعر مُحبى و مُقتنى الاعمال الفنية بالملل من فنان أو إتجاه معين و يرغبوا فى رؤية شىء جديد ؟


و الله ليس شرطاُ فهناك أشخاص عاشقين لفنان معين و تجدهم دائماً يحبوا ان يشتروا منه و العكس صحيح حيث يوجد من يحبون التجديد, فأنا مثلا أعرف مُقتنى سعودى إسمه عادل منديل من كبار المقتنين و هو يحب إقتناء اعمال الفنان عادل السيوى و لا يمل منها, و يوجد مقتنى يحب اعمال الفنان عمر النجدى, عكس آخرين يحبون عمل تشكيلة من الاعمال الفنية لمختلف الفنانين و لكن يوجد مقتنين يتحيزون لفنان بذاته .



هل مُقتنى الفن فى مصر له إتجاه معين و يحب إقتناء نوع أكثر من نوع آخر ؟


حسب ثقافة المُقتنى, فيوجد مُقتنى يفضل الاعمال الفنية البسيطة التى تُوضع فى غرف النوم و يوجد مُقتنى يأخذ الاعمال الدسمة التى بها ثقافة و فِكر, حسب ثقافة كل مُقتنى, و يوجد فنانين يغازلون غريزة المُقنين العاديين, بمعنى إعمل ما يطلبه المُقتنى أو ما يُرضى المُقتنى, و المفروض ان لا اعمل ما يُرضى المُقتنى فأنا يجب ان اعمل ما يُرضى ذاتى فإذا فعلت ذلك فسوف يصل للناس, إنما إذا عملت على ان أرضى شريحة من المقتنيين مثل رسم البحر و السماء و المنظر الطبيعى و مثل تلك الموضوعات الدارجة و التقليدية حتى يفرح بها المقتنون, و على اساس أنهم جُهلاء بالاقتناء فأنت بذلك تُجهّل المجتمع, فيجب أن تعمل ما تمليه عليك شخصيتك انت, مثل الشعر فعندما يكتب الشاعر قصيدة سهلة و تُفهم قرائتها من الاسطر الاولى فستكون سطحية, فأنا لا يجب ان أصنع شىء سطحى حتى أرضى الناس السطحيين, إنما يجب ان اعمل ما انا مقتنع به و ما هو عميق ثم بعد ذلك سوف يأتى الناس إليك, فيجب ان تُعلّى من ذائقة المُقتنى نفسه و ليس تخفيضها .




كيف يجد الجاليرى فنانين جُدد ؟


من خلال مهرجان ضى إذا شارك مثلا مئتى فنان ننتقى منهم خمسة, فلن أقول لك حتى عشرة فخمسة رقم جيد, فقد شارك فى هذا المعرض فنانين جُدد مع كبار الفنانين, فكل عام نُضيف أربعة او خمسة فنانين و بذلك تستمر الحركة التشكيلية و يتدفق النهر, فدائماً نبحث عن فنانين جُدد .




هل مواقع التواصل الاجتماعى أثّرت على الجاليرى بشكله التقليدى ؟


لست مقتنع بذلك, فيوجد فنانين أنا اسمّيهم فنانين الفيسبوك, فهم يعرضون انفسهم على شريحة معينة من أقاربهم الذين يقومون بتشجعيهم على أعمالهم الضعيفة او التافهة و هذا يؤثر بشكل سلبى, و هناك أيضاً تأثير جيد حيث يمكن ان تكون مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لتعريف الجمهور بالفن و يمكن ان يكون وسيلة للتسويق, فيمكن عن طريقها ان تُرسِل اعمال فنية الى الناس فتراها و تُعجب بها و من ثم يقومون بالشراء و كأنهم يرون معرضاً, و لكن المشكلة ان كل من هب و دب يستعملها فأصبحت ظاهرة فنانين مواقع التواصل الاجتماعى .



و بالنسبة للتسويق على يمكن للمُقتنى ان يتخطى الجاليرى و يصل للفنان بشكل مباشر ؟


أنا أريد ان يكون هناك حركة إقتناء, فحتى لو هناك فنان قام بالعرض عندى  و من ثم جاءه مُقتنى بشكل مباشر فليبارك له الله, فلو اشترى عن طريق الجاليرى خير و بركة و إن لم يشترى عن طريق الجاليرى أيضاً خير و بركة, و لا يعنينى ان يتخطانى, دعهم يسترزقوا (ثم ضحك) و أكمل قائلا لذلك أنا ضد إحتكار الفنانين, فأنا لدى القدرة على الاحتكار و لكنى لست مؤمن بمبدأ الاحتكار, فالفنان الذى سيأتينى طواعية و يريد يعرض أن معى فى الجاليرى فهو على رأسى من فوق (كلمة مصرية معناها قمة الترحيب) و لكن أن أعمل قيد على الفنان و اشترط عليه ان لا يعرض الا عندى و يستأذن منّى اذا أراد ان يعرض فى مكان آخر, فما الداعى لكل ذلك ؟ هذا فن و ثقافة, و البيع ليس هو الهدف .




هل ممكن للجاليرى ان يسوّق أعمال فنان بدون إقامة معرض ؟


أكيد فهناك أعمال تُطلب من فنانين مثل احمد نوار او محمد عبلة ثم بعد ذلك نقوم بتسويقها, كما ان هناك مُقتنيات الجاليرى نفسها, و التى من حق الجاليرى ان يبيعها فكل جاليرى له مقتنياته و نحن هنا لدينا مُقتنيات بالآلاف, فانا أصلا مقتنى قبل ان اكون وسيط فنى فأنا لدى ما يقرُب من عشرة آلاف قطعة فنية لكل فنانين مصر, فأنا أقتنى للمتعة الشخصية و بعض هذة المقتنيات لا أفرط فيها و أضعها فى بيتى و يوجد مُقتنيات اخرى يمكن أن أبيعها كجاليرى .



كيف يمكن للفنان ان يضع سعر واقعى لاعماله الفنية و هل يمكن للجاليرى ان يساعده فى ذلك ؟


طبعاً فالمفروض ان يكون للجاليرى وجهة نظر فى ذلك, و لكنى عندما أجد بعض الفنانين يُبالغون فى أسعارهم أدعهم و شأنهم, و يكمل ضاحكاً و لكنى اعلم انهم لن يبيعوا أعمالهم فى النهاية, و خصوصاً الفنانين الشباب, سألته و لكن هل يمكن ان تنصحه ؟ فأجاب أعطيه النصيحة و لكن إن لم يأخذ بها أضع على عمله السعر كما قاله هو, لان له مُطلق الحرية فى وضع السعر حتى لو لم يبع, و لكنه يفهم فى النهاية أنه أخطأ ثم بعد ذلك يبدأ فى التراجع و يضع سعراً معقولاً, بدليل ان كل الفنانين الذين يضعون أسعاراً معقولة تبيع أعمالها الفنية أكثر, سألته هل يحدث ان يضع الفنان سعر منخفض عما يستحق ؟ فأجاب نحن ننصحه حتى يكون السعر وسطاً فلا نحجف نزولاً بالسعر أو نجعله عالياً بشكل مبالغ بل يكون وسطاً, بحيث يكون فى متناول الناس و يستطيعون شراءه, بدليل أنى اقوم بعمل معرض مهم جدا إسمه لوحة فى كل بيت, كل الفنانين الكبار يشاركون فى هذا المعرض و اللوحة لا تزيد عن ألفين جنيه أو ريال عندما كنت فى السعودية, و كانت هذة فكرة ناجحة جدا, دع الفن يصل للناس و لا تجعله فقط فى متناول الطبقة البرجوازية, فعموم الناس يحبون الفن كما يحبون سماع الموسيقى, فالطبقة المتوسطة هم أيضاً لهم حق الاقتناء, لماذا تمنعهم من ذلك ؟ ضع لهم سعراً معقولا حتى يتمكّنوا من ذلك, سألته معقباً و لكن أليس من الممكن أن يكون العمل الفنى استغرق وقتاً و مجهوداً بحيث يكون مبلغ الالفين جنيه أقل من قيمته ؟ أجاب فى هذة الحالة يجب على الفنان ان يجعل حجم العمل صغيراً, كما يجب ان يتنازل حيث يكون قد حقق مكسباً فى الاعمال كبيرة الحجم, و أكمل ضاحكاً فالفنان يجب ان يُضحى بحيث يصل الفن الى الناس و لا يُصبح شراء الفن قاصراً فقط على من معهم الاموال, فأنا ضد هذا المبدأ, لو انى أحببت العمل هل أكتفى بأخذ صورة من العمل ؟ أنا اريد الاصل, إذاً انت كفنان أصنع لى حجماً صغيراً من العمل الفنى, دع الاقتناء حق لكل طبقات المجتمع, و لذلك قمت بعمل فكرة لوحة لكل بيت .


و فى نهاية اللقاء قدمت الشكر لـ دكتور هشام قنديل و اقدم الشكر لك أيها القارىء العزيز لبلوغك نهاية المقال راجياً ان يكون المقال قد أفادك و أمتعك .     

 

  و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى لك و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع



أجرى الحوار الفنان / مروان جمال 


الفنان / مروان جمال
الفنان / مروان جمال

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات