القائمة الرئيسية

الصفحات

 


واحد من أقوى الافلام التى مرّت على الجيل الذى أنتمى إليه هو فيلم القلب الشجاع للعبقرى ميل جيبسون سواء إخراجاً أو تمثيلاً, و الذى قدم من خلاله (من وجهة نظرى) أقوى مشهد لقائد محارب يحفّز جنوده و يستحثّهم قبل بداية المعركة و هو مشهد قدمه الكثيرين قبله و بعده من خلال نوعية الأفلام التى يُطلق عليها إسم افلام المعارك و لكن أبداً لم يستطع أحداً منهم الاقتراب من أداء ميل جيبسون, أيضاً ما لا أستطيع نسيانه هو مشهد النهاية فى هذا الفيلم حيث يقومون بإعدامه بينما هو يصرخ بالكلمة التى عاش حياته كلها من أجلِها و هى أيضاُ مضمون الفلم (الحرية)

 

 

استمر فى الرسم

 




هذا المشهد الأخير يُداعب خيالى من وقت الى آخر و حينها أسأل نفسى يا تُرى ما هى الكلمة التى تدور أو يجب أن تدور حياتى حولها و التى تُمثل أعلى قيمة فى حياتى, أو بمعنى آخر ما هى الكلمة التى تُمثل قمة الحكمة التى توصلت إليها, فتُباغتنى على الفور كلمة الإستمرار, نعم هى الإستمرار, و إذا كنت تتعجب الان أيها القارىء العزيز فدعنى أخبرك أنه خفى عليك قيمة هذة الكلمة البسيطة, فبعد قراءة العديد من الكتب و الاستماع الى العديد من الناصحين و مشاهدة العديد من المحتوى المرئى و طبعاً تطبيق الإستمرار فى حياتى الشخصية و العملية توصلت بشكل يقينى بأن الاستمرار هو الطريق لإنجاز أى شىء فى هذة الحياة, و دعنى أوضح لك أمراً يكشف لك قيمة الاستمرار و بالتالى قيمة من أدركوا هذة الكلمة . 

 


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها

 


و هذا الامر لم أقرأ عنه فحسب و لكنى أيضاً لاحظته بنفسى من خلال تعاملاتى مع الكثير من الناس و ملاحظتهم, فلو تخيّلنا أن لدينا عدداً من الناس فهناك عشرة بالمئة منهم فقط لديهم حلم أو هدف فالأغلبية من الناس لا تملك أهداف أصلاً, و هؤلاء العشرة بالمئة ممن لديهم هدف عشرة بالمئة منهم فقط من يبدؤن فى التنفيذ فالأغلبية لا تبدأ فى تنفيذ الهدف, و هؤلاء الذين بدأوا فى تنفيذ هدفهم عشرة بالمئة منهم فقط يستمرون فالأغلبية لا تستمر بل تتوقف ثم تبدأ مرة أخرى ثم تتوقف و هكذا دواليك, و هؤلاء الذين يستمرون عشرة بالمئة منهم فقط من يتطورون فالأغلبية تستمر على نفس المنوال بدون تقدم أو تطوير, و ربما تقول لى إذاً التطوير هو أهم شىء أو هو نهاية المطاف, و لكن هذا ليس صحيح فالعديد من الافراد و المؤسسات نجحت و مستمرة فقط لانها مستمرة فى العمل, أليس هذا منطقى ؟ و لكن التطوير فى عملك يأخذك الى تلك النقطة البعيدة التى تضعك فى منطقة التميّز, هل أدركت الان ندرة و قيمة من يستمرون ؟ .


و إذا كنت تتسائل الان أهذا فقط هو كل ما يتطلبه الامر ؟ معتقداً أن الإستمرار شىء سهل فدعنى أولاً أوضح لك ان الإستمرار ليس سهلاً و لكنه بسيط و أنت قد خلطت بين المفهومين, و ثانياً دعنى أذكرك بالحكمة التى تقول أن البساطة لا تعنى السهولة, و لكى تُدرك ذلك المعنى تخيل أنّى طلبت منك أن تذهب لأداء عمل معين من الثامنة صباحاً الى الرابعة مساءاً لمدة يوم واحد, هذا بسيط أليس كذلك ؟ و لكن ماذا لو طلبت منك أن تفعل ذلك كل يوم لمدة خمسة و عشرون عاماً, هل أدركت الان صعوبة الاستمرار على بساطته ؟ فأنت لست فى نفس الحال كل يوم, فسوف تشعر فى بعض الايام بالاحباط أو بالكسل أو بالضعف أو بغياب الدافع أو بصعوبة العمل لكنك يجب أن تستمر رغم كل ذلك .


أما نحن معشر الفنانين فقدرتنا على الاستمرار تزداد صعوبة خصوصاً فى منطقة الشرق الاوسط حيث يهتم عموم الناس بإستهلاك حاجتهم الأساسية مثل الأكل و الملبس و المسكن و وسائل التنقل و إذا تخطّوا ذلك فغالباً سوف تدور إهتمامتهم حول مواكبة الجديد من الاجهزة الاليكترونية أو السفر أو تجربة صيحات جديدة, فلا مفر من القول أن المنتج الفنى هو نوع من الرفاهية لغالبية الناس و هو أول ما سوف يتم الاستغناء عنه خصوصاً فى الازمات الاقتصادية, فالإستمرار لدى الفنان التشكيلى يُمثل تحدياً من نوع خاص, و ليس هدفى من تلك الكلمات الاخيرة عزيزى القارىء هو ان تشعر بالإحباط, على العكس بل إن هدفى هو أن أوضح لك أهمية ان تُمارس فن الاستمرار و بقوة حتى تُثبت ذاتك كفنان, و لنا لقاء آخر بإذن الله .     

          
 

 و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى لك و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع

بقلم الفنان / مروان جمال 

الفنان / مروان جمال
الفنان / مروان جمال

 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات