القائمة الرئيسية

الصفحات


ها أنا اقف فى القسم الخاص بالفنون فى مكتبة القاهرة الكبرى بحى الزمالك منبهراً بالمجلد الذى امسكه بيدى مقلباً صفحاته المليئة بصور اللوحات الزيتية المبهرة من عصور الفن المختلفة لتفاجئنى كل لوحة جديدة و تزيد على اجابى بما قبلها اعجاباً جديدا, الفرحة و الحماس بما اشاهده يزدادان بتوتر ملحوظ حيث تتفتح مداركى و انا أرى هذة الاعمال الفنية لاول مرة, و كيف لى أن أطّلع على مثل هذة الاعمال قبل ذلك و خدمة الانترنت لم تكن مجانية او مُتاحة بسهولة كما فى هذة الايام




و بينما انا أقلب صفحات المجلد إذ بعينى تقع على صورة للوحة بعنوان سوق العبيد للفنان الفرنسى جان ليون جيروم  و ما أن رأيتها حتى إختفى كل شىء من حولى و خفتت الاصوات و استحوذت اللوحة على كامل اهتمامى و تركيزى ناظراً اليها لفترة طويلة متأملاً جمال تفاصيلها و الوانها الغنية, بل و الفكرة العجيبة التى لا تنتمى الى عالمنا المعاصر و التى ربما كانت هى السبب الاكبر لهذا الاعجاب




 وقعت فى غرام هذا العمل الفنى و على الفور قررت ان اعيد انتاج اللوحة كما لعلك خمنت, اُسرع الى البيت لاحضر التوال و الفرش و الالوان و أبدأ فى العمل, و لكن بعد فترة و بالتدريج الاحظ انى ببساطة لا استطيع اعادة رسم اللوحة, ما هذا الموضوع ليس سهلا ؟ و لكن كيف ؟ لا أعرف, اتابع العمل بمزيد من الاصرار,  فتعاندنى اللوحة باصرار أكبر, و يبدأ الشغف الذى كنت اشعر به فى التحول الى نفور و احباط ثم ابدأ فى الابتعاد عن اللوحة و اهمالها رويداً رويداً, و لما لا فقد أصبحت مصدر للألم




و تمر السنين و أُدرك السبب فى ذلك, حيث لم يكن لدى العلم او الخبرة الكافية التى تمكننى من إنتاج هذا العمل الفنى و هو سبب اساسى لا غنى للفنان عنه لاتمام العملية الفنية كما قلنا سابقاً, و لكن ها انا فى عام 2015م و قد امتلكت المزيد من العلم و الخبرة, لذا فقد قمت باخراج تلك الرغبة من قلبى لإعادة انتاج هذة اللوحة مرة اخرى, و لكن فى هذة المرة كان الفرق كبيراً, فقد جرت الامور بسهولة و يسر عن المرة السابقة و بشكل ملحوظ بل و قد استمتعت بالعمل عليها

ملحوظة : يمكنك ان تلقى نظرة على اعمالى الفنية من هنا بهدف المشاهدة او الاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة منها




  و الان دعنى استعرض معك ما لاحظته اثناء رسمى لتلك اللوحة و مدى تركيزها فى عناصرها البشرية و الهندسية, فها هو النخاس او بائع العبيد يقف فى يمين اللوحة أمام مدخل المكان الذى يحتفظ فيه بالعبيد و الجوارى و قد اخرج تلك الجارية الى المشترى ليتفحصها و وقف ممسكاً ببعض ملابسها شبه متكىء على عصاه فى انتظار هذا المشترى ان ينتهى من فحص الجارية, بينما نجد الجارية شابة جميلة يبدو عليها الجهل و السذاجه تقف فى وداعة مستسلمة لفكرة انه يتم بيعها و قد اسقطت عن جسدها البقية الباقية من ملابسها بالامر لكى يعاينها المشترى, و ها هو المُشترى و قد قدم من يسار اللوحة حيث لا توجد حدود هندسية تمنع هذا الافتراض, و نجده رجل خمسينى يبدو عليه الوقار و يسر الحال, و الاهم انه يبدو عليه الخبرة فى  شراء الجوارى من طريقة فحصه لها, كما انه احضر معه اثنين من عبيده او معاونيه يقفان وراءه احتراماً له منتظرين اوامره, و هما على الارجح يحملان عنه المال لكى يدفعا للبائع فى حالة إن تم الشراء, كما إنهما سوف يكونان مُكلفان بحراسة الجارية اثناء رحلة العودة, اما المكان الذى يتم فيه عملية البيع فهو مكان منزوى يتمتع ببعض الخصوصية بما يتناسب مع تلك البضاعة و كأنه فى طرف السوق حيث لا يوجد كثير من الصخب و الاعين الفضولية من حوله بل إنه حتى لا يصله الكثير من الضوء, فى الحقيقة أرى ان هذة اللوحة حالة متكاملة بها الكثير من الاحاسيس الشاعرية المُزيفة و التى تغلف موقف مؤسف لعملية بيع إنسان و لكن لم يسعنى سوى الانبهار بها فقط بسبب قوتها الفنية

و إنى اعلم جيداً ان العمل المُعاد انتاجه لا يحمل اى ابداع جديد و لكن يمكن ان يتم انتاجه بحب و شغف و حرفيّة عالية و هذا ما قمت بفعله قدر الامكان من خلال هذة اللوحة



 هذة اللوحة قد أتت إلىّ بكثير من التعليقات الجارحة عندما كنت انشرها على مواقع التواصل الاجتماعى, و هو ما دفعنى للكف عن نشرها برغم انها اكثر لوحة جائتنى طلبات شراء لها و لكن الامر كان يتوقف عند السؤال و لا تتم عملية البيع, لذا فاللوحة متاحة للبيع حتى وقت كتابة هذة السطور فلا تتردد فى التواصل معى بشأن اى استفسار من خلال صفحة اتصل بنا او من خلال مواقع التواصل الموجودة فى الشريط السفلى للموقع

 يمكنك مشاهدة العمل الفنى مكتمل بالاسفل 


خامة العمل : زيت علي توال

مقاس العمل 50 سم× 70 سم

سنة الانتاج : 2015

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات