القائمة الرئيسية

الصفحات

لا هذا ليس جديداً, و بالتاكيد إن لديك من الوعى و الذاكرة ما يجعلك تتذكر اكثر من مرة حيث كانت القصة التى تتصدر " الترند " هى قصة تمثال يحمل من  من الدمامة و معايير القبح ما لا يُصدق حسب ما يقول المُعلقين عليه, و قد وضِع فى ميدان فى احد المُدن المصرية, فيُثير السخرية المريرة أحياناُ و احياناً اخرى يُثير الحنق حيث تكون القصة بالطبع مُرفقة بصور لهذا العمل الفنى

تمثال مصر تنهض
تمثال مصر تنهض


و هذا المقال هو بصدد مناقشة بعض النقاط بمنتهى الهدوء بشأن التمثال الذى بين ايدينا الان و المُتصدر المشهد فى وقت كتابة هذا المقال و الذى تم إطلاق إسم " مصر تنهض " عليه, و دعنا عزيزى القارىء نُلخص المقال فى نقطتين اساسيتين و هما ما له  و ما عليه و أنا أقصد بالطبع الفنان صانع هذا العمل

تمثال مصر تنهض
تمثال مصر تنهض

و لنبدأ بما له, فالفنان احمد عبد الكريم صانع هذا التمثال و هو أستاذ بكلية التربية النوعية أو فنون تطبيقية " فالاقاويل مختلفة " بجامعة حلوان, كتب على حسابه على موقع فيس بوك مُنوهاً الى انه قام بعمل هذا التمثال بشكل شخصى و كتجربة على هامش ورشة خاصة للنحت و هذا حقه, و أشار من خلال منشور له على الفيس بوك يحمل من الكلمات ما يدل على رقى خلق هذا الرجل توضيحا بأنه لم يتم تكليفه من اى جهة رسمية بصناعة التمثال بهدف وضعه فى اى ميدان من الميادين العامة, و هذا ما اكده المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى و هو الجهاز المسئول عن هذة المهمة, و يُلاحظ بالفعل من خلال الصور ان التمثال موجود فى مكان عمل مُغلق و ليس فى الهواء الطلق مما قد يدل على صدق كلامه, و قد نشر الفنان صور تمثال مصر تنهض على حسابه الشخصى و أيضاً هذا حقه, و لكن و كما يوضح الفنان فى منشوره أن البعض استغل صور هذا العمل للإساءة إليه و كوسيلة للضغط على بعض الجهات لتحقيق منافع شخصية الامر الذى تبعه وابل من التعليقات السلبية من عموم الناس و التى أظن من خلال خبرتى بالبشر ان فيها الكثير من السخرية و التعدى ليس فقط على فنه و لكن ايضاً على شخصه الكريم, بل و الملفت للنظر ان شخصاً مثقفاً مثل يوسف زيدان كان له هو ايضاً نصيب من المشاركة ف هذا من خلال منشور له بخصوص هذا الخبر, و مرة أخرى اقول ان صانع العمل من حقه الا يتعرض لكل هذة الاساءة 

تمثال مصر تنهض
الفنان اثناء العمل على تمثال مصر تنهض

أما ما عليه فحسبما قرأت فى مواقع اليكترونية مثل موقع قناة الحرة و موقع جريدة اليوم السابع فقد ورد على لسان الفنان نقطتين لا اوافقه فيهما أما الاولى فإن الفنان قد قال " إن التمثال تناوله الناس بشكل سيئ جدًا لعدم معرفتهم الفرق بين النحت على طين والنحت على رخام، فالنحت على الرخام يعتمد على الحذف فقط حتى يصل للرؤية المناسبة " و هو فعلا كلام صحيح تقنياً و لكن الرد المنطقى و البديهى على هذا الكلام ان المنحوتات المُذهلة لعباقرة عصر النهضة كانت من الرخام و خصوصاً العبقرى مايكل انجلو و الذى كانت تماثيله من الرخام الذى استطاع ان يُخرج منه روائع الفن و التى منها أشهر منحوتة فنية و هى تمثال ديفيد, كما ان الفنان المصرى القديم كان ينحت هو الأخر فى خامتى الحجر و الرخام و هى خامات ينطبق عليها خاصية الحذف فقط بدون اضافة, فنوع الخامة التى يعمل بها الفنان لا علاقة لها بمستواه الفنى, أما المقولة الثانية فهى ان العمل الفنى لم ينته بعد و من المُبكر الحكم عليه, فرغم ان مقولته حقيقية فعلا, فلا ينبغى الحكم المبكر على الاعمال الفنية الا ان هذا العمل شارف على الانتهاء و من الواضح ان الشكل النهائى لن يبتعد كثيرا عن الشكل الذى رأيناه 

تمثال مصر تنهض
الفنان احمد عبد الكريم بجانب تمثاله مصر تنهض


و قد صرح النحات عصام درويش حسب ما ورد فى موقع اليوم السابع و هو بالمناسبة كان استاذاً لى فى أحد سنوات الدراسة أن " رد الفعل الانسانى الطبيعى عندما يعجبك عمل ان تستمتع به فى هدوء, و إن لم يعجبك تجاهله فى صمت " و هو كلام صحيح و لكن تعميمه خاطىء, بمعنى ان هذا الكلام ينطبق على ما يُعرض بداخل المعارض الفنية حيث يذهب مُحبى الفن و الفنانين إليها و هم فئة مُحددة من الناس لديهم توقعات و قناعات و عقلية مختلفة, و لكن عندما تخرج الاعمال الفنية الى الشوارع و الميادين لتواجه المواطن غير المُتخصص او رجل الشارع فهذا موضوع آخر و من حقه أن يُبدى رأيه بدون تجريح على الاقل لشخص الفنان, و هذا ما اريدك ان تنتبه اليه عزيزى القارىء عندما تشاهد احد الاعمال الفنية على مواقع التواصل الاجتماعى عليك ان تُلاحظ أين يُعرض العمل الفنى ؟ هل يُعرض لجمهور الفن التشكيلى أم يُعرض لعموم الناس ؟, و لنا لقاء آخر فى مقال آخر .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات