القائمة الرئيسية

الصفحات

حكاية تدهور الفن ... و الموديل العارى 2/2

ناس من اللي ما عندهاش فكرة عن الموضوع فى الجزء الاول.. افتكرت..
اني اختصرت موضوع تدهور الفن في رسم (.. او عدم رسم..) الموديل .. عاري او غيره..!
في الحقيقة.. انا ابتديت الموضوع من نصه..
نرجع بقي .. لبداية المشكلة..!

ملحوظة : المقال منقول من الحساب الشخصى للفنان على الفيس بوك

من اعمال الفنان هانى المصرى
من اعمال الفنان هانى المصرى


و البداية ممكن تكون من الطفولة.. لما يعتبر اهل الطفل مواد الرسم.. و الموسيقي.. مواد ترفيهية.. يعني.. زي ما نزود الشاي ميه.. لما يتقل كده..

فيعتبروا ان الفن و الرسم و الموسيقي.. نوع من تخفيف المواد المهمة.. زي الرياضيات.. و العلوم و العربي..!
و لما التلميذ بتقفش بيرسم .. بدل ما "يذاكر له كلمتين ينفعوه".. يبقي بيضيع وقته..!
و بكده .. يطلع الطفل اللي حتي غاوي فن و رسم .. عنده احساس ان اهتمامه ده مش جد ..!

بيوصلني رسايل كتير من شباب .. كان نفسهم يواصلوا دراسة الفن.. انما خايفين من المجتمع.. و حاسين انهم مش حا يعرفوا يكسبوا لقمة العيش.. ناهيك عن الجواز و فتح بيت و رباية عيال..!

و مجتمعنا ابتدي يفقد ايمانه بأهمية الجمال.. و صناعته.. و تدخله في كل صغيرة و كبيرة في حياتنا.. من الكرسي اللي بنقعد عليه .. لديكور البيت اللي عايشين فيه.. لنوع اللبس اللي بنلبسه.. و قرر انه يستخدم حاجات كلها متوارثة.. او الحاجات اللي بيحطها قدامنا تجار السوق.. لانهم حا يقدروا يكسبوا منها اكتر ..
و بالتالي.. ابتدي يبص للفن و الفنانين علي انهم غير مهمين .. و تصرفاتهم غريبة.. و كلامهم اغرب.. و انا شخصيا مريت بالتجربة دي لما اصر اهلي اني ادخل هندسة بدل من فنون جميلة..!
طبعا كانت معركة .. عشان اعرف اعمل اللي نفسي فيه…!

و بعدين..
ابتدي التجار يفهموا ان مجرد ان يبقي عندهم في المحل "مهندسة ديكور" او "مصمم".. دا حا يخليهم يبيعوا اكتر..
فابتدت دراسة "الديكور".. و "الفن" تبقي موضة..
و بقي دخول كلية الفنون الجميلة يبقي بمجموع عالي.. عشان عليها طلب ..
و بقي فيه ناس بتدخل الكلية.. عشان تحصل علي شهادة..
زي ما بقت بعض البنات بتدخل الكلية عشان تتمنظر بدراسة "الديكور" او "الفن".. و ده يضمن لها عريس مستواه كويس ..!


في البلاد المتقدمة.. دخول كليات الفنون بيبقي بإمتحان خاص .. ( اصعب كتير من امتحان القدرات الخايب بتاعنا )
بالأضافة الي امتحان شفوي.. عشان الاساتذة يعرفوا اذا كان الطالب(ة) فاهم هو عاوز يعمل ايه.. و مستوي معلوماته الفنية العامة..
و كمان مراجعة لدوسيه اعماله portofolio علي مدي السنين السابقة..!
لدرجة ان فيه مدارس متخصصة (في احيان كتيرة بتبقي خيرية ).. للطلبة اللي لسه خارجين من الدراسة الثانوية.. تحضرهم لمدة سنتين .. علشان يقدروا يدخلوا كلية فنون كويسة..!
وطبعا بيبقي مجموعه في الثانوية العامة شرطه الوحيد انه يكون ناجح.. فقط !
و بكده.. بتضمن الدول ان اللي داخلين كلية الفنون ناس فعلا غاوية دراسة الفن.. و ده اللي يضمن انهم يتفوّقوا.. و ينجحوا.. و يبدعوا !

لما اتأسست كليات الفنون في مصر.. كان اول اساتذتها اجانب .. طلاينة و فرنساويين..
و قدروا يخرجوا اجيال من الفنانين الممتازين (منهم العبقري محمود مختار) .. و عدد مش بطال من الاساتذة المصريين العظام من عينة حسن فتحي.. و رمسيس ويصا واصف.. و راغب عياد .. و يوسف كامل .. اللي درسوا في الخارج.. و ابتدوا يشتغلوا في "مدرسة الفنون الجميلة العليا" اللي بقت بعد كده كلية الفنون الجميلة..


لما دخلت فنون .. في بداية السبعينات.. كان معظم الاساتذة فنانين مشهورين و مستواهم ممتاز زي حسني البناني.. و عبد العزيز درويش .. و حامد ندا .. و زكريا الزيني .. و ناجي شاكر .. علي سبيل المثال لا الحصر..
انما كمان كان فيه اساتذة.. من النوع اللي ممكن يكون موهوب انما استهواه السوق.. او اقل موهبة .. و بيأكد ذاته بديكتاتورية عمياء .. و ابتدوا يغرسوا في الطلبه فكرة "المشي جنب الحيط" و "سماع الكلام" .. و ابتدت تنتشر قيم المحلسة.. و مسح الجوخ.. و الشغل في مكاتب الاساتذة مقابل الدرجات.. و حتي في بعض الحالات "اقامة علاقات" من طرف بعض الطالبات..!
عيب النوع ده من الاساتذة.. هو ان ما فيش في عينهم "حصوة ملح".. و بيعملوا المصايب دي عيني عينك..
و ابتدا يستهويهم المكسب السريع.. فباعوا المشاريع.. و الدرجات..
و استحلوا "الكوسة".. مش بس في الدرجات.. انما كمان في التعيين لهيئة التدريس..
و بقي المطلوب من الطالب اللي يطلع الاول علي دفعته (و بالتالي يتعين ) انه اما يكون قريب واحد من الاساتذة.. او خاضع تماما لسلطان الجيل السابق .. او للاستاذ اللي له صولجان في القسم .. او في الكلية..!
و طبعا.. الفنان المبدع.. المعتد بشخصيته الفنية.. ما يبقاش له مكان في الوسط ده..!
و علي نص التمانينات.. بقوا اساتذة كليات الفنون.. مجرد موظفين..
كل اللي يهمهم هو ترقياتهم.. و بدلاتهم.. و مغامراتهم مع تلميذاتهم..
و بقي العلم.. و الفن .. و الابداع.. مواضيع جانبية.. مجهولة معظم الوقت…
و مغضوب عليها في بعض الاحيان..!


فيه منظمة تانية .. مشهورة جدا.. بيتم فيها الترقية علي النمط ده..
السلطة فيها متوارثة.. بالقربي .. او بفروض الطاعة و الولاء.. او بالخدمات الجليلة لصاحب السلطة.. خدمات مالية.. او بيروقراطية.. او حتي "جنسية"..!
المنظمة دي اسمها : المــــــــــافيا !
و في بداية حكم السادات.. لما قرر حكام مصر انهم ينهبوا البلد .. و يعيشولهم يومين..
و يرجعوا لقطيع ماما امريكا..
حبوا يخلصوا من العيال اليساريين و الناصريين .. اللي كانوا مش مهنينهم علي لقمة..
فقرر السادات يطلع العفريت من القمقم..
نفس العفريت اللي طلعته امريكا .. في افغانستان .. عشان يقرف الاتحاد السوڤييتي…!
فطلع الجماعات المتأسلمة.. و طلقها في كل مكان و هو ما يعرفش ان نهايته حا تكون علي ايديهم..!
و كانت كلية الفنون الجميلة.. فريسة سهلة في حالتها الضعيفة..
و مكان ممتاز تفرض فيه الفاشية اليمينية .. المستترة ورا الدين.. افكارها الرجعية..!
و ابتدينا نسمع في كلية الفنون.. عبارات من نوع :
النحت حرام .. رسم الموديل حرام.. الاختلاط بين الولاد و البنات في الاتيلييه..حرام !
و وصل الامر ان في يوم من الايام.. قرر عميد الكلية.. تغطية كل التماثيل في الكلية بالخيش !!!
و طبعا ده جه علي هوي الاساتذة الجهلة.. و المعيدين الاجهل..
و قرروا انهم يستسلموا للتيار الرجعي .. و ظهر تاثير الكلام ده علي مستوي الطلبة.. اللي معظمهم داخلين ياخدوا شهادة.. و يتعينوا علي مكاتب في دواوين الحكومة…
و انهزم الفن.. و تدهور ..!

بقلم الفنان / هانى المصرى " عليه رحمة الله "

الفنان هانى المصرى


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات