القائمة الرئيسية

الصفحات

الفنان العبقرى مايكل أنجلو و كنيسة سيستين



أبداً لن أنسى مشاعر المفاجئة و الانبهار التى إنتابتنى فى أول مرة أرى فيها مقتطفات من العمل الفنى الضخم الذى يزين كنيسة سيستين و انا اقلب فى احد اعداد مجلة روزاليوسف حيث لم يكن الانترنت له وجود فى تلك الايام, فقمت على الفور باقتطاع تلك الصفحات و حفظها و كأنى قد وجدت كنزاً يستحق المحافظة عليه, بل و بدأت فى محاكاة بعض تلك الرسوم جراء تأثرى بها, و دعونا من خلال هذا المقال نتناول فى ايجاز هذا العمل الفنى و الفنان الذى قام به, وُلِد مايكل أنجلو بوناروتي عام 1475 في فلورنسا بإيطاليا، ونشأ في ذروة عصر النهضة, بالنسبة لفنان فى موهبته وقدراته فقد كان التوقيت مثاليًا

الفنان مايكل أنجلو
الفنان مايكل أنجلو

و مثله مثل معاصره و منافسه ليوناردو دافنشي، كان لدى مايكل أنجلو مجموعة واسعة من المواهب، بما في ذلك الهندسة المعمارية والنحت والرسم والشعر، وكلها استخدمها بكثرة خلال حياته, كانت المهام التي قام بها هائلة، واستغرق العديد منها عدة سنوات لإكمالها, فإذا لم يكن هناك إنجازات اخرى  ( و هذا ليس صحيحاً ) فإن الحجم الهائل لعمله الفنى المرسوم على سقف و جدران كنيسة سيستين يكفي لإثبات مكانة مايكل أنجلو في التاريخ , و هنا ارغب بأن اُفاجئك عزيزى القارىء ببعض السطور التى كنت قرأتها مترجمة من مذكرات مايكل أنجلو حيث كتب فيها قاصداً هذا العمل الفنى الرائع ( هذة ليست صنعتى إنما انا اضيع الوقت عبثاً ) فقد كان مايكل أنجلو يعتبر نفسه بالاساس نحاتاً و ليس رساماً, و يبدو انه لم يكن راضياً عن تلك المُهمة التى كُلف بها, حيث تم تكليفه حسب ما فهمت من قِبل بابا الكنيسة بإنتاج هذا العمل الفنى, و لم يكن يستطيع ان يرفض بسهولة فقد كانت سلطة البابوات فى تلك الازمنة كبيرة للغاية و مُلزمة, و لكن فى الحقيقة إنه لمن الجيد ان كلفه البابا بهذا العمل الذى استغرق منه اربع سنوات ليُخرج إلينا هذة التحفة الفنية الرائعة و التى يزورها خصيصاً الاف الناس سنوياً لرؤيتها

سقف كنيسة سيستين من اعمال مايكل أنجلو
سقف كنيسة سيستين من اعمال مايكل أنجلو

أكثر من 300 شخصية تزين السقف المقبب لتلك الكنيسة رسمها مايكل انجلو بنفسه, حيث بدأ العمل في البداية مع العديد من المساعدين و لكن الأمر استغرق وقتًا قصيرًا قبل أن يصبح غير راضٍ عن الطريقة التي يسير بها المشروع و من ثم قرر أن يبدأ من جديد بنفسه، دون السماح لأحد غير البابا برؤية تقدمه في السنوات الثلاث الأولى

جزء من اعمال مايكل انجلو على سقف الكنيسة يسمى بـ ( خلق أدم )
جزء من اعمال مايكل انجلو على سقف الكنيسة يسمى بـ ( خلق أدم )

 لسوء الحظ بالنسبة للأجيال اللاحقة من عشاق الفن ، تم إخضاع اللوحات الجدارية للرقابة من وجهة نظر منغلقة بعد فترة وجيزة من وفاة مايكل أنجلو، حيث قررت الكنيسة تقليل العري من خلال رسم قطع مختلفة من القماش على بعض الاماكن حيثما كان ذلك ضروريًا من وجهة نظرهم, و اذكر أيضاً انى قد قرأت فى ذلك المقال فى مجلة روزاليوسف ان من قام بتغطية تلك الاجزاء هو واحد من تلامذة مايكل أنجلو نفسه

عندما توفي مايكل أنجلو عن عمر يناهز 89 عامًا ، ترك وراءه بعضًا من أكثر الأعمال الفنية طموحًا التي شهدها هذا العالم على الإطلاق

وبقدر ما كانت موهبته رائعة بالتأكيد، فإن تصميم مايكل أنجلو بوناروتي وبحثه المستمر عن الكمال هو ما جعله يتفوق حقًا على الفنانين الآخرين في عصره

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات