القائمة الرئيسية

الصفحات

الفنان المصرى يتلقى النجاح و العنصرية فى ديزنى !

 

المغامرة الأمريكية : "البدايات" الحلقة الخامسة و الاخيرة .


ملحوظة : يمكنك ان تبدأ بقراءة الحلقة الاولى من هنا و هناك سوف تجد بقية الاجزاء تباعاً


كان بقي لي شهر باشتغل في "ايماچينيرنج".. طبعا مريت مع زمايلي الجدد بأسبوعين كاملين من التعريف بالشركة.. و نظامها.. و اقسامها المختلفة.. زي الفنان اللي بيتعرف علي عدته الجديدة.. و درجات الالوان في الباليته بتاعته.. عشان يعرف يشتغل… و ابتديت كمان اتعرف علي اهم الناس اللي بتشتغل هناك..


من اعمال الفنان هانى المصرى

تصميم لمسرح يضم بيت "ميكي" و "ميني" و المسرح الملاصق لهم.. في "مدينة ميكي" الاصلية اللي كانت الالهام ل Toon Town و المسرح من الخارج علي شكل مجموعة بيوت في القرية.. عشان تفضل محتفظة بالاحساس البسيط بتاع القرون الوسطي



و إفتكرت…..

إفتكرت اني ايام المدرسة.. في ثانوي.. كنت باقضي ساعات كتيرة في مكتبة مدرسة الچزويت.. مكتبه مهيبة.. واخدة نص دور في المبني الرئيسي.. قاعة مرعبة.. عرضها حوالي ١٢ متر طول فى حوالي ٣٥ متر.. سقفها علي ارتفاع ٧ متر.. و الكتب واصلة من الارض للسقف.. و علي ارتفاع ٤ متر و نص بلكونه خشب دايرن داير القاعة لها سلم خشب جانبي .. عشان الواحد يوصل للكتب اللي فوق خالص.. ده غير الارفف المنصوبة في التلتين الخلفيين من القاعة… مكان سحري.. له ريحة التاريخ و العلم..


المكتبة قوامها حوالي ١٨٠ الف كتاب.. منهم نسخة اصلية ( نابوليونية - طبعة اولى ) من "كتاب وصف مصر Description de l''Egypte " ٢٨ كتاب نصي و ١١ كتاب رسوم… محطوطين في دولابهم الاصلي… غير عشرات من المخطوطات و المصاحف و الاناجيل المذهبة من عصور مختلفة.. و كنوز من المعرفة في كل المجالات لا تقدر بثمن…


و في يوم .. وقعت علي كتاب عن فن الرسوم المتحركة..كانت اصدرته شركة "والت ديزني" بعد ظهور فيلم "الاميرة النائمة" Sleeping Beauty سنة ١٩٥٩ .. و بعد ما تصفحته.. و بدل ما ارجعه علي الرف.. حطيته في شنطتي.. ! كده من سكات.. سرقته ! و فضل الكتاب معايا طول عمري بعد كده.. قريته ميت مرة.. و اتعرفت بيه علي كل الناس اللي كانت مهمة في الاستوديو.. و حسيت ان بيني و بينه علاقة غريبة…و هو الكتاب الوحيد اللي اخدته معايا امريكا لما سافرت .. سنه ١٩٨٦ ..


افتكرت… لما لاقيت نفسي عمال اتعرف شخصيا علي الناس اللي كانوا في الكتاب.. واحد ورا التاني.. "چون هينش" John Hench و "أولي چونستون" Ollie Johnston و "مارك ديفيز" Mark Davis و "والت پيريجوي" Walt Peregoy واشتغلت معاهم كلهم.. خصوصا الاخير .. اللي بقي صديق عزيز و اب روحي و لازلت علي اتصال دائم به..


و كأن الكتاب ده.. اللي بقي ملازمني من سن ١٥ سنه.. كان مكتوب فيه مستقبلي كله.. غريب !… و لما فيلم يحكي لصة من النوع ده.. يسموها "خيال علمي"..!!! نهايته.. طبعا الشغل كان جميل.. و كانت اول شغله تصميم مطعم كبير مفروض يتبني في "ديزنيلاند طوكيو" و مفروض اعمل له تصميم مبدئي عشان يقتنع بيه اليابانيين .. لان مدينه الملاهي بتاعة اليابان هي الوحيدة اللي مش ملك شركة ديزني.. انما ملك شركة يابانية .. و ديزني بتشرف عليها بس.. فقعدت اشتغل علي التصميم ده حوالي شهر.. و عملت منظور واحد .. ضخم.. طوله حوالي ٢ متر و نص .. في عرض ٧٠ سنتي .. بيشرح الاجزاء الداخلية و الخارجية في نفس الوقت.. و عجب رؤسائي في الشركة.. و اقنع اليابانيين جدا.. فقرروا بداية التنفيذ فورا..


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها


و اللي ما كنتش اعرفه.. انه قبلي حاول تلات فنانين تانيين  من العيار التقيل  انهم يعملوا تصميمات للمطعم نفسه.. و ما قدروش يقنعوا بيه اليابانيين.. لسبب او لآخر..! فزادت شهرتي في الشركة.. و توالت المشاريع .. و قررت الادارة انها تسند لي التفكير في جزء جديد من "ديزنيلاند طوكيو" بيوصف مدينة اسمها "مدينة ميكي" Mickeyville مبنية علي طراز اوروبي من القرون الوسطي… فابتديت اشتغل عليها.. و عملت لها رسوم كتير… انما للاسف.. قرر اليابانيين انهم يإجلوها مؤقتا.. و حصلت حاجة غيرت تفكيرهم.. و بنوا حاجة تانية !


في الوقت ده.. زارني زميل من فريق تاني.. إسمه "چو لانزيسيرو" Joe Lanzisero و كان جاي من قسم الرسوم المتحركة في الشركة… واتفرج علي شغلي.. فجات له فكره انه يعرض علي الادارة فكرة مدينة Toon Town في ديزنيلاند اللي عندنا في كاليفورنيا.. فوافقت الادارة.. و لما وقف الشغل علي فكرتي الاصلية .. عرض عليا فريقه اني اشتغل معاهم علي الفكرة الجديدة  المستوحاة من فكرتي الاصلية  و حصل الموقف اللي حكيت لكم عليه يوم ٤ نوفمبر اللي فات ..  ( حا تعرفوا ترجعوا له ؟ و الا اعيد نشره..؟ ) ... ملحوظة المقالات منقولة من حساب الفنان هانى المصرى على الفيس بوك


في نفس الوقت اللي كنت ابتديت ابقي معروف في الشركة.. ابتديت كمان اتعرض لحاجة ما كنتش متوقع حدوثها في مكان زي ده .. العنصرية ! كمية الاجانب  او يعني المهاجرين.. لأن اي حد مش هندي احمر في امريكا يبقي اجنبي  في "ايماچينيرنج" كانت قليلة جدا.. كلهم يتعدوا علي الصوابع.. و كنت انا المصري الوحيد.. و عشان جذوري الصعيدية.. كنت اغمق واحد في الشركة علي الإطلاق… و بعض ناس كانوا بيتجاهلوني تماما لدرجة حتي انعدام كلمة "صباح الخير".. و ما يتكلموش معايا الا للضرورة القصوي… و كمان كان فيه ناس.. زي مديرتي الادارية.. معتبرة ان وجودي في الشركة لمجرد الحاجة.. انما ان مش من حقي احصل علي اي نوع من الشكر او التكريم او الاعتراف.. مقابل الشغل اللي باعمله.. زي باقي زمايلي..! و ده كان بسبب ان المدير العام لشركة ديزني الام.. كان ايامها "مايكل آيزنر" و هو يهودي صهيوني قراري.. كان ابوه من الناس اللي ساهموا بفلوس كتيرة في انشاء دولة إسرائيل.. فكانو بيحاولوا ما يخلونيش اقابله او اتواجد معاه في مكان واحد عشان "سيادته ما يتضايقش اويتحرج.. لا سمح الله !" طبعا.. حصل فيما بعد ظروف خلتني مش بس اقابله.. انما اتناقش معاه بشكل علني.. انما دي حا نبقي نتكلم فيها بعدين..


 المهم.. بعد سنه من الشغل.. افتتحنا Toon Town في ديزنيلاند بكاليفورنيا.. جنوب لوس انجلوس.. و اتعزم كل المصممين اللي اشتغلوا علي المشروع علي الافتتاح .. الا انا.. فلما سألت عن السبب.. قالت لي مديرتي : "ما تسألش.. لأن السبب سياسي!" طبعا.. ما اخدتش الامور بالبساطة دي.. و روحت الافتتاح كضيف لواحدة من المراسلين الاجانب اللي غطوا الاحتفال.. وفضلت ادعبس ورا الموضوع لغاية ما عرفت ان كان هنان سببين.. اولهم اني مصري .. و كان  قال ايه حا تبقي فضيحة قدام "مايكل آيزنر" ان واحد مصري مصمم ربع المشروع.. و حا يضطر انه يعترف رسميا بكده قدام الصحافة العالمية… و التاني .. اني مصري .. برضه.. و هزقت المدير الفني للمشروع  چو لانزيسيرو  في الواقعة بتاعة الطرز المعمارية اللي حكيت لكم عنها…


وفهمت من الحكاية دي تلات حاجات .. اولا.. انه بالرغم من كل الدعاية الامريكية.. كل كلامهم عن المساواة و الديمقراطية بيقف تحت سقف زجاجي.. لا يتعداه الا اللي الناس اللي فوق راضية عنه.. ثانيا.. ان الناس في ديزني .. زيهم زي غيرهم من الامريكان.. عندهم برضه حتة العنصرية و العرقية من تحت لتحت.. حتي لو حاولوا يداروها تحت طبقات من الكياسة و الظرف .. و رشوا عليها اي كمية من الابتسامات و البراءة… و ثالثا.. اني لازم افكر في خطة يضمن لي تنفيذها اني آخد حقي.. تالت متلت في البلد دي .. و دي بقي حكاية تانية !


بقلم الفنان الراحل / هانى المصرى

الفنان الراحل / هانى المصرى
 الفنان الراحل / هانى المصرى 



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات