القائمة الرئيسية

الصفحات

 


كان الإحتفال السنوى فى مدرسة الخلفاء بمصر الجديدة  يوم مفتوح تدعى إليه العائلات  وكان بتضمن معرض لأعمال الطلاب من لوحات فنية وتماثيل ومشغولات يدوية ومنتجات زراعية وينتهى بعرض مسرحى لفرقة المدرسة المسرحية .. كان هذا فى عام 1954 وكنا فى الفرقة السادسة الإبتدائية وكانت مسرحية هذا العام هى " سنو وايت والأقزام السبعة " 


سنو وايت و الاقزام السبعة


 لا أعلم لماذا وقع الإختيار علينا صديقى عقيل بشير وأنا للإنضمام إلى الفرقة المسرحية فلا أذكر أننا كنا أبدينا موهبة  متميزة فى هذا المجال وربما كان السبب هو أننا من التلاميذ الذين يصفونهم بالنابهين وترتيبنا دائما من الأوائل . كان مخرج المسرحية أحد أساتذة الفصل وقد أسند لعقيل  دور سنو وايت لكونه مسمسم التقاطيع وشكله خواجاتى أما أنا فقد أسند إلى دور الساحرة الشريرة لا أعلم لماذا ولا أذكر من الذى قام بدور الأمير المنقذ ..  أما الأقزام السبعة فقد كانت كل مؤهلاتهم بالطبع أنهم أقصر تلاميذ فى المدرسة.. 



كنا أطفالا فرحين بهذه اللعبة وحفظنا أدوارنا وأدينا البروفات وجاء اليوم الموعود لعرض المسرحية وكان المخطط أن تقوم الساحرة الشريرة التى هى أنا بحمل سبت مملوء بالتفاح وتعطى لسنو وايت التفاحة المسمومة  .. لضيق  ذات اليد قررت المدرسة أن يكون التفاح كله من النوع المصرى الأخضر رخيص الثمن والذى كان فى وقتها يستعمل  فقط لعمل الخشاف المسكر وتكون معهم تفاحة وحيدة من النوع الأمريكانى الفاخر تكون هى الطعم المسموم .. كان التفاح فى وقتها من الفواكه النادرة غالية الثمن ولذلك رفض أستاذنا إعطائى التفاحة قبل العرض فالنفس أمارة بالسوء وإحتمال أن ألتهمها وأبوظ المشهد وارد



ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها



 جاءت اللحظه المرتقبة وقبل أن أدخل خشبة المسرح أخرج الأستاذ التفاحة الأمريكانى  ووضعها بعناية فوق قمة التفاح المصرى ودخلت المسرح  أقول جملتين الحوار بلهوجة و كل حواسى مركزه فى الكنز الثمين القابع فى السبت وحينما جاءت اللحظه الحاسمة التى سأعطى فيها التفاحة لسنو وايت التى هى الأخ عقيل .. قررت لحظياً أن أغير فى السيناريو وأعطى عقيل تفاحة مصرية خضراء وأستبقى الأمريكانى لنفسى ولا من شاف ولا من درى .. ولكن عقيل فطن للمخطط  فأعاد التفاحة المصرية إلى السبت وخطف الأمريكانى منه وأنا أتميز غيظاً .. كان المفترض أن يقضم عقيل قضمه واحدة من التفاحة ثم يخر ساقطاً على خشبة المسرح ولكنه أخذ يأخذ القضمة تلو الأخرى حتى أتى على نصف التفاحة وأستاذنا المخرج يصرخ من وراء الكواليس  وبعد إنتظار خر أخونا عقيل على الأرض وأنا واقف أمامه وعيناى مركزتان على بقايا التفاحة ونص العمى ولا العمى كله .. عند سقوطه تدحرجت التفاحة بعيدا عن يده الممدودة على الأرض وكان يعلم يقينا أنه بمجرد إغلاق الستار على المشهد سأنقض عليها  ولكى يقطع على هذه المحاوله ظل يزحف ببطء حتى وصل للتفاحة فقبض عليها .. فى أثناء هذا المشهد العبثى كانت الصالة تهتز من ضحكات المشاهدين .. وهكذا جعلتنا تفاحة أمريكانى نحول مشهد موت سنو وايت المأساوى إلى مشهد كوميدى من الدرجة الأولى.



بقلم الفنان / سمير فؤاد 

الفنان / سمير فؤاد
الفنان / سمير فؤاد 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات