القائمة الرئيسية

الصفحات

ينفع تدخل على واحدة و هى بتولد ؟!

 



فى عام 2002 على  ما اذكر قادتنى قدامى كالعادة عندما كنت انزل للنزهة فى منطقة وسط البلد الى اتيليه القاهرة فى شارع كريم الدولة, و أتيليه القاهرة لمن لا يعرف هو مكان به اربع قاعات لعرض الاعمال الفنية للراغبين فى عرض اعمالهم كما ان به مُلتقى للفنانين و المثقفين و هو مكان تابع للدولة و ليس مكان خاص


ينفع تدخل على واحدة و هى بتولد ؟!


فى هذا اليوم المقصود و كان يوم الاحد و هو غالباً ما يكون يوم الافتتاح فى المعارض الفنية ذهبت لأُلقى نظرة على الاعمال الفنية المعروضة و توجهت رأساً الى أول قاعة تعودت الدخول إليها و هى القاعة التى فى الدور الارضى على اليسار و إذ بى افاجأ بمعرض أغلب لوحاته فى منتهى القوة (على الاقل هكذا كنت أراها فى ذلك الوقت و هو الرأى الذى تغير مع الوقت كما ستقرأ فى نهاية المقال) كما أن الفنان استخدم بشكل اساسى اللون الاصفر الجملى و هذا اللون تحديداً كنت بدات الاحظه فى ذلك الوقت و من ثم بدأت فى حُبه و استخدامه بكثرة, كنت اشعر بنجاح و قوة المعرض سواء من خلال محتوى الاعمال نفسها او من خلال الحضور القوى لكثير من الناس الذين لا يفوتهم  قبل مغادرة المعرض ان يذهبوا لتحية الفنان بشكل شخصى و سؤاله عن الخامات التى يستخدمها و طريقته فى الرسم, و هذا النوع من الاسئلة يدل على اهتمام حقيقى و ليس مجرد مجاملة   


فُتنت بالمعرض كثيراً و فى ذلك الوقت كانت تسيطر على تفكيرى فكرة ان اجد معلمى الخاص و ناصحى الامين و الذى بالطبع كنت افتقده فى الكليه اثناء دراستى, و حدثتنى نفسى ان اذهب الى هذا الفنان (و الذى سوف اتحفظ على اسمه) صاحب المعرض و ابدأ فى الحديث معه لأتعرف عليه و من ثم اطلب منه زيارته فى مرسمه, و بالفعل ذهبت إليه و هنئته و وجدت نفسى اسأله نفس الاسئله عن الخامات التى يستخدمها و طريقته فى الرسم و هو يجيب بإبتسامة و لكن بطريقة مختصرة و كأنه مطمئن الى فكرة انه لا ضير بالبوح بالقليل من الاسرار, و بالفعل بعض القليل من الدردشة فاتحته برغبتى فى زيارته بمرسمه فوجدته مرحبا و اعطانى نمرة هاتفه 


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها


لم اتأخر كثيراً و هاتفته فدعانى الى مرسمه و الذى كان يحتل الدور الارضى فى عمارة يقوم ببناءها و قد اشرف على الانتهاء منها, لا اذكر تفاصيل تلك المقابلة و لكنى اتذكر انها لم تُفيدنى بأى شىء فقط جلسنا نتكلم فى مواضيع شتى من بينها مواضيع تخص الفن, و قلت لاصبر قليلا و لأحاول باستمرار و واظبت على الاتصال به و بزيارته رغم ان المكان كان بعيداً عنى حيث اتذكر انى كنت اركب خمسة مواصلات لكى اصل إليه و لكنى كنت مفتون بفكرة ان يكون هو مُعلمى, و لكن هذا ما لم يحدث ابداً فقد حرٍص هو على ألا يُعلمنى اى شى و كان لقاءنا فى مرسمه دائما بلا علم حتى وصل الامر انى  كنت ارغب فقط فى اصطياده أثناء قيامه بالرسم لاقف و أشاهد فى هدوء, و لكن لم يحدث حتى انه كان يرسم اثناء زيارتى


و فى مرة من ذات المرات هاتفته فقال لى انه يرسم الان ففرحت و وجدتها فرصة لكى اشاهده و هو يرسم و طلبت منه ان آتى لكى اشاهده فأجابنى رافضاً بتلك الاجابة اللئيمة التى لن انساها ابداً ما حييت, حيث قال لى ( الفنان لما بيرسم بيكون فى حالة خاصة جدا زى الست و هى بتولد, ينفع تدخل على واحدة و هى بتولد ؟ ) شعرت بصدمة كبيرة من اجابته هذة و فهمت الكثير, فهمت انه يحجب ما يعرف و انه ابدأ لن يُعلمنى شيئاً و هو الذى كان يقول لى انه ينوى تحويل ذلك المرسم الى مدرسة صغيرة لتعليم الرسم و لكن يبدو ان كل هذا كان مجرد هراء, و لكنى تعلمت, تعلمت الا أتعلق بشخص ما الى هذة الدرجة


المضحك فى الامر انى بعد مرور سنوات و بعد ان قمت بتعليم نفسى بأحسن شكل مُتاح من خلال الانترنت و بعد ان تقدم مستواى بفضل الله و بسبب التقدم الهائل فى عملية التعليم عبر الانترنت عندما اتذكر ذلك الفنان و اعماله الفنية اجد انه لم يكن ابداً فناناً قوياُ بل انا الذى لم اكن مُطلع على الامكانيات الموجودة فى العالم من فنون و علوم حيث لم يكن الانترنت فى ذلك الوقت بمثل قوته الان, و حدث ان قادتنى قدماى لمعرض له منذ فترة ليست بعيدة و حينما كنت اشاهد اعماله الفنية كنت أسال نفسى سؤال واحد و انا أضحك (كيف كنت أريد ان اتعلم على يد هذا الرجل فى يوم من الايام)   


بقلم الفنان / مروان جمال

الفنان / مروان جمال
الفنان / مروان جمال



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات