القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف يتم خداع الفنان للحصول على عمل مجانى منه !

 

 

منذ فترة قصيرة قمت بنشر صورة لرسمة من أعمالى على حسابى على أنستجرام و الصورة كانت عبارة عن اسكتش سريع صغير الحجم بالقلم الرصاص, إلا أنها فيما يبدو أثارت إعجاب أحد المتابعين الكرام فقام بمراسلتى على الخاص يسألنى عن سعرها لرغبته فى شرائها, فـ أخبرته عن حجمها الصغير و عرضت عليه أن أقوم بإعادة رسمها له على مساحة أكبر من إختياره فوافق على ذلك و أخبرنى بالحجم الذى يريده, ثم أعقب ذلك بقوله (دعنى أعرف عندما تنتهى من الرسم) ظناً منه ان المحادثة قد انتهت و انى سوف أبدأ فى الرسم لمجرد أنه طلب منى ذلك, و فى الحقيقة كان يمكن للموضوع أن يصير على ذلك المنوال منذ سنوات مضت عندما كنت أقل خبرة, و لكن ما حدث غير ذلك .




فلقد رددت على جملته الاخيرة تلك رداً يُظهر أثر الخبرة و دروس الحياة التى تلقيتها قائلا له مع ابتسامة (بالطبع, هل يناسبك أن ترسل لى على فودافون كاش "وسيلة تحويل أموال داخل مصر" حتى أستطيع أن أبدأ الرسم ؟) فأجابنى قائلاً (لا يوجد مشكلة و بجانبها صورة وجه يفكر) ثم طلب نمرة هاتفى فأعطيته إياها, و كما توقعت لم يسألنى حتى عن سعر الرسمة و بالطبع لم يرسل لى أى أموال, و مع ذلك أظل أنا الفائز, أتعرف لماذا عزيزى القارىء ؟ لأنى لم أنخدع و أبدأ فى الرسم و أنفق من الوقت و الجهد و الأدوات ثم يأتى العميل بمنتهى البساطة و عدم التقدير و الاحساس ليمتنع عن الدفع متعذراً بشتى أنواع الاعذار و التى منها أن يُعيب فى مستوى الرسمة, هذا إن رد على رسائلى أصلا, و لم لا فقد قبلت ان أضع نفسى فى موقف الضعف و أن أمنحه موقف القوة عندما وافقت على تنفيذ طلبه قبل أن آخذ ثمن العمل مسبقاً او على الاقل جزء من ثمن العمل و الذى يجب أن يزيد عن النصف, أما بالنسبة لطلب صديقنا صاحب القصة فقد تجاهلته بمنتهى البساطة و أكملت عملى الذى كنت منشغل به, يا له من إحساس جميل بالقوة لا أستطيع إلا أن أستمتع به .


ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها


و لكن يجب الإشارة إلى ان تلك الطريقة المباشرة ليست هى الطريقة الوحيدة فلقد إلتقيت أكثر من مرة بمن يبدأون فى أن يعدوك وعوداً كبيرة و أمالاً عريضة من خلال ان يحدثونك عن أعمالاً كبيرة تنتظرك معهم كنوع من الإغراء لك, أى كما نقول فى مصر (يعملوا لك البحر طحينة), ثم بعد ذلك يخبرونك عن تلك الرسمة التى يريدون منك ان تقوم برسمها لهم (وهى هدفهم الحقيقى) فتبدأ أنت بالرسم دون ان تطلب اى اموال طمعاً منك فى ان تفوز بهذا العمل الكبير و المُربح الذى وعدوك به و غالباً ما تقول فى نفسك أنك سوف تعتبر هذة الرسمة نوع من المجاملة أو حتى هدية لبناء العلاقات معهم و بذلك تُصبح أنت نفسك زاهد و غير مهتم بأن تتلقى أجرك, و غالباً أمثال هؤلاء النصابين يُدركون ذلك, و بعد أن تقوم بإتمام و تسليم الرسمة لا ترى و لا تسمع منهم بعد ذلك, و حدث معى إن أحدهم لم يستلم حتى الرسمة بعد أن إنتهيت منها و كأنه كان يتمرّن فقط حتى يقوّى لديه عضلة الخداع .



هناك نوع آخر من الخداع و لكنه بطبيعته موجه نحو الشباب فقط و ليس الفتيات حيث يتواصل معك أحدهم (و غالباً ما يكون ذلك من خلال أحد حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعى) من خلال حساب مزيف, قد يكون ذلك المُتصل شاب يدّعى أنه فتاة و يضع على حسابه صوراً لفتاة ما, و لكن أيضاً لا يوجد ما يمنع أن يكون الحساب لفتاة فعلاً و لكنها تحاول خداعك, ثم يبدأ هذا الشخص بمحاولة التعرف عليك و التحدث معك بطريقة ناعمة و محببة فيبدأ خيالك بخداعك بفعل الرغبة فتعتقد بأن هناك فرصة لعلاقة نسائية محتملة و تشعر بتلك المشاعر الحسنة المرتبطة بالجنس الآخر, و بعد وقت قصير يطلب منك أن ترسم بورتريه لأحدهم, و إذا كان هذا الشخص شاب متقمص دور فتاة فهو غالباً ما يعطيك صورته هو بعد أن يخبرك أن هذة الصورة لأخيه, و كما فى المثال السابق يختفى بعد أن يحصل على ما يريده .


هناك نوع آخر ذكى جداً للخداع حيث يتصل بك شخص ما و يخبرك بشكل مباشر أنه يريد منك عملاً ما و لكنه يريد فى البداية أن يرى العمل بشكل مُصغر أو سريع و هو ما يُعرف لدى الفنانين بإسم إسكتش قبل البدء فى العمل بشكله النهائى و بالطبع هو لن يدفع أى أموال فى مقابل هذا الاسكتش المبدئى, و هذا الشىء مُتعارف عليه لدى الفنانين (أقصد الاسكتش), فتقوم أنت تحت إغراء إتمام العمل برسم الاسكتش و غالباً ما ترسمه بشكل جيد باذلاً فيه وقتك و مجهودك الفكرى و البدنى و من ثم تقوم بتسليم العمل بدون أى أجر, إلا أن الخدعة هنا هى أن هذا الاسكتش هو العمل المطلوب ذاته, و بهذا يكون قد حصل على ما يريده منك بشكل مجانى و لا يعاود الاتصال بك مرة أخرى, لذا لا تُعطى أى شىء بشكل مجانى و لا حتى الاسكتش, نعم تقديم الاسكتش المبدئى شىء مُتعارف عليه ما بين الفنان و العميل و لكن ما ليس مُتفق عليه هو ان يكون هذا الاسكتش مجانى, و هذة الخدعة هى ما علمتنى معنى العبارة التى نقولها فى مصر (ماسكة القلم عنده بحساب), أى أنه لا يقوم بأى أعمال مجانية و قد إتضح لى و عن فهم أن هذا الكلام صحيح تماماً .



أما هذا النوع ألاخير فهو ليس خداعاً بشكل كامل, بل إننا حتى يمكن ألا نسميه خداعاً و لكن يمكن أن نُطلق عليه خسارة للفنان, حيث يقوم العميل بعد الاتفاق على السعر بأن يطلب منك تعديلاً على العمل أكثر من مرة ناسياً او مُتناسياً أن هذة التعديلات المُتكررة على حساب وقتك و مجهودك و أدواتك الفنية, و لعلك ستسألنى أليس من حق العميل أن يطلب تعديل ؟ و سوف أجيبك نعم من حقه, لذا فالحل هنا كى تُحافظ على حقك أن أيضاً هو أن تتفق معه من البداية على أن يجمع كل ما يريد تعديله بعد أن يرى العمل لأول مرة (أو حتى من خلال الاسكتش المبدئى فهذا هو الهدف منه) ثم تقوم بتعديل ما يريده دفعة واحدة فإذا طلب منك تعديل لمرة ثانية يكون هناك زيادة فى السعر يتم دفعها قبل إجراء التعديل أو قبل إستلام العمل .



و أخيراً كُن مستيقظ يا صديقى الفنان لحقوقك و لا تشعر لا بالخجل من أن تُطالب بحقك و لا بالطمع فى وعود بأعمال مستقبلية غير مضمونة تُفقدك ما بين يديك, فأعدائك هُنا هم الغفلة و الطمع و الخجل و هما قادرين و بجدارة على أن يُفقدوك حقوقك المادية و الادبية أيضاُ, فـ أنا قد جرّبت و بشكل شخصى كل محاولات الخداع الواردة فى هذا المقال و نقلتها إليك بمنتهى الامانة كى تستفيد منها,  و السلام ختام .


و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى لك و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع


بقلم الفنان / مروان جمال

 

الفنان / مروان جمال

 

 

 


    



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات