أتذكر هذا اليوم جيدا, كان هناك العديد من مشاهير الفن و رأيتهم بنفسى , كان أبرزهم الفنان عادل إمام و سمير غانم و معه زوجته الفنانة دلال عبد العزيز, و أيضاً الفنان عمر الحريرى و الفنانة شويكار و أتذكر أيضاً تواجد الفنان فاروق نجيب, أما من فنانى الكاريكاتير فـ أتذكر الفنان مصطفى حسين و الفنان حسن حاكم و الكثير الكثير من الصحفيين و المصورين الذين لا يكفّون عن الكلام و طرح الاسئلة و إلتقاط الصور بشكل جنونى و خصوصا لحظة دخول الفنان عادل إمام و التى لن أنساها أبدا حيث أطلقوا عليه من كاميراتهم وابل من الفلاشات لم أرى مثلها من قبل .. كان ذلك هو يوم إفتتاح معرض الفنانة معالى زايد و التى درست و تخرجت من كلية الفنون الجميلة ثم بعد ذلك إمتهنت التمثيل .
 |
| الفنان عادل امام اثناء زيارته لمعرض الفنانة معالى زايد (معذرة لم أجد صورة ذات جودة عالية) |
شاهد هذة الدورة التعليمية القوية أن تُتابع القراءة
دعنى أحدثك عزيزى القارىء بمنتهى الصراحة أو إن شئت قل بمنتهى الصراحة من وجهة نظرى, المعرض كان فى منتهى الضعف , فـ أغلب الظن أنها لم تمارس الرسم منذ تخرجها من الكلية و حتى وقت إنتاجها لهذة اللوحات و الذى يبدو أنه كان قبل المعرض ببضعة اسابيع أو على أحسن تقدير ببضعة أشهر, حيث إهتمت ببعض اللوحات و التى يبدو أنها رسمتها فى لحظات الحماسة الاولى بعد أن قررت أن تُقيم معرضاً لأعمالها, لاحظ عزيزى القارىء أن هذة هى اللوحات ذات المستوى الضعيف, فما بالك ببقية الاعمال التى رسمتها بعد ان فقدت شرارة الحماس الاولى فأكملتها و هى مضطرة لسبب منطقى و هو ان قاعة العرض لها اتساع معين و يجب أن يتم مِلىء الحد الادنى من القاعة و إلا بدت خاوية .
 |
| إحدى أعمال الفنانة معالى زايد |
و أتذكر جيدا ردة فعل الفنان عادل إمام عندما شاهد اللوحة التى سوف أُدرجها لك فى نهاية المقال, كانت لوحة لبورتريه و الذى هو غالبا وجه والدتها الفنانة جمالات زايد, حيث مال عادل إمام الى الخلف قليلا بجسمه مع رفع رأسه و إبداء الاعجاب بشكل مُبالغ على ملامح وجهه, فخرج تعبيره هذا بخفة ظله المعهودة, و هذا هو عادل امام الذى سافر و لف العالم و رأى من الفن أجمل ما يمكن و مع ذلك لم يبخل على زميلته بأن يبدى إعجابه بلوحتها ذات المستوى المتواضع, و من هنا دعنى أنتقل بك عزيزى القارىء إلى سؤال أعتقد أنه واجه كل مهتم بالفن سواء فنان محترف أو هاوى أو مقتنى للفن أو حتى مجرد مُحب و مُتذوق للفن, ألا و هو كيف تجيب إن سألك احد الفنانين عن رايك فى أحد أعماله التى لا تُعجبك حقاً ؟
 |
| إحدى أعمال الفنانة معالى زايد |
و أعتقد أن صعوبة السؤال هنا تكمن فى أن بعضنا و خصوصاً إذا كنت من المتخصصين فى مجال الفن قد تجد صعوبة فى أن تمدح شيئأً لا تراه جميلا أو لا يعجبك (لاحظ أنه قد يكون جميلا و يكون العيب فى تذوقك أنت) , فمن ناحية أنت تريد أن تكون صادق و تكره ذلك الشعور السىء الذى يُصاحب الكذب أو المجاملة المُزيفة إن شئت تسمية أقل حدة, و من ناحية أخرى أنت لا تريد أن تضايق صانع العمل أو تجد فى نفسك إحراجاً منه, إذا ما هو الحل ؟
ملحوظة : يمكنك ان تشاهد اعمالى الفنية من هنا سواء للمشاهدة فقط او للاقتناء, كما يمكنك التواصل معى عبر صفحة اتصل بنا او مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة فى حال رغبت فى اقتناء احد الاعمال الفنية او نسخة عالية الجودة منها
 |
| إحدى أعمال الفنانة معالى زايد |
بما أن هذا موقف قد تعرضت أنا له بشكل مُتكرر بُحكم إنخراطى فى هذا المجال فقد وجدت حلاً مريحاً سوف أخبرك به بعد أن أستعرض الحلول المُتاحة أمامك و أرحب بكل إضافة من السادة القرّاء, فالحل الاول الذى يلجأ إليه الأغلبية هو أن يُخالف ما فى قلبه و يمدح الفنان بعبارات الثناء سواء بأداء ضعيف يكشف ما فى القلب أو بقوة يصعُب معها معرفة الحقيقة, و الحل الثانى هو أن يبدأ فى إنتقاد العمل الفنى و لايبالى و قد يذكر معها بعض الايجابيات و لكن قد يكون فات الاوان, فهو هنا قد أشهر سلاحه من وجهة نظر الفنان و أنتهى الامر, الحل الثالث هو الحل الدبلوماسى المعروف بطريقة الساندوتش, حيث يبدأ بعبارات لطيفة ثم يقول ما لا يُعجبه ثم ينهى حديثه مرة أخرى بعبارات يمدح بها ما يراه جميلا, و لكن المشكلة أنه أولا قد لا يكون هناك الوقت لكل ذلك لأنك قد تكون فى موقف مطلوب منك كلمة سريعة, و ثانياً بعض الفنانين عندهم من الغرور ما يمنعهم من إستقبال أى نقد .
 |
| إحدى أعمال الفنانة معالى زايد |
أما أنا فقد إهتديت إلى حل مريح جداً حيث أقوم بمدح المجهود المبذول و ليس العمل الفنى ذاته و الفرق كبير, فـ أنا لا أقول العمل جميل أو حتى أنه أعجبنى بل أقول عبارات مثل "مجهود رائع" و أنا هنا لم أكذب, فالفنان فعلا بذل مجهود يستحق الشكر, أو أقول له عبارة عامة مثل "سلمت يداك" فـ انا هنا ما زلت لم أتكلم عن العمل الفنى, أو أختار عنصر ما فى العمل الفنى يعجنى فعلا و أمتدحه, أو أبدأ فى سؤاله كيف يقوم بصناعة لوحته أو كم أستغرق من الوقت لإنهاء هذا التمثال مما يُعطى إحساس بالإهتمام و الاعجاب, و طبعا يجب أن يكون كل ذلك مُغلف بإبتسامة .
 |
| اللوحة التى عبر عادل إمام عن إعجابه بها وهى غالبا بورتريه لوالدة الفنانة معالى زايد |
و عندما أتأمل رد فعل الفنان عادل إمام تجاه لوحة الفنانة معالى زايد أجد أن رد فعله هذا لم يبتعد كثيرا عن تلك الاساليب الدبلوماسية التى حاولت إبتكارها, فهو فعلا فنان ذكى, و فى النهاية مثل هذا الموقف تتحدد مدى صعوبته أو سهولته على فكرة من يسأل من ؟ بمعنى أوضح مقام كل من السائل و المسئول, فمثلا لو صاحب المعرض فنان شاب و دخل عليه فنان كبير كان يوماً من الايام أستاذاً له أيام دراسته الجامعية و سأل الفنان الشاب أستاذه عن رأيه فى أعماله غالباً سيُجيب الاستاذ بما يراه حقاً و بلا إكتراث, بينما لو تخيلنا الموقف معكوساً, لا أعتقد ان الفنان الشاب يستطيع البوح برأيه الحقيقى إن كان له رأى سلبى فى عمل أستاذه .
و الان عزيزى القارىء بعد ان وصلت لنهاية المقال إسمح لى ان اطلب منك فضلاً و ليس امراً أن تدعمنى بفعل بسيط جدا لن يكلّفك شيئاً و لكنه سيساعدنى على الاستمرار فى تقديم هذا المحتوى لك و هو أن تضغط على احد الاعلانات الموجودة فى هذا الموقع
بقلم الفنان/ مروان جمال
 |
| الفنان/ مروان جمال |
تعليقات
إرسال تعليق